من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه
من القواعد العظيمة المطردة التي دلت عليها نصوص الشرع ، وحقائق الواقع ، وتجارب الخلق : أن ( من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه )
من القواعد العظيمة المطردة التي دلت عليها نصوص الشرع ، وحقائق الواقع ، وتجارب الخلق :
أن ( من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه )
لكن بعض الناس يضيقون هذا المعنى الجليل والواسع ، حينما يظنون أن العوض محصور فقط في أمور مادية عاجلة ، مثل المال أو الصحة أو الجاه أو الزوجة والولد أو تيسر أمور الدنيا عموما .
وصحيح أن تلك الأمور قد تحصل لبعض الناس ، ويرون أثرها العاجل هنا في الدنيا جزاء ما تركوه ابتغاء وجه الله ، لكن يبقى أن العوض - كما نبه أهل العلم - أنواع مختلفة ، منها المادي ومنها المعنوي ، ومنها المعجل والمؤجل .
وأجل ما يعوض به الرب عبده الذي ترك شيئا ابتغاء وجهه : المعرفة الحقة بالله ، وأسمائه وصفاته وأحكام دينه ، ومحبته سبحانه ، وطمأنينة القلب به والاستغناء به عن كل ما سواه ، والرضا به ربا وبرسوله صلى الله عليه وسلم نبيا وبالإسلام دينا ، وقوة القلب ، ونشاطه ، وفرحه ، والبركة في العمر ولو قصر زمانا ، وذاك كله من النعيم المعجل ، ورحمة ربك خير مما يجمعون .
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: