وداعاً رمضان

منذ 2011-09-01

قبل مدة ليست بالبعيدة صاح البشير بساحتنا (جاءكم رمضان.. جاءكم شهر الرحمة والغفران.. )...




قبل مدة ليست بالبعيدة صاح البشير بساحتنا (جاءكم رمضان.. جاءكم شهر الرحمة والغفران.. ).

ازدحمت على إثر ذلك الأسواق، لشراء (حاجيات رمضان) فتُعَد العدة لاستقباله بأشهى أطباق الطعام.. هذا لمن كان في اعتقاده أن رمضان شهر جوع وعطش.. فلابد أن يعوض النقص في ساعات النهار خلال ساعات الليل.. ومتابعة البرامج الساقطة.. والفضائيات الهابطة..

وهناك صنف آخر، استشعروا رمضان: على أنه (رمضان).. استشعروا أن رمضان شهر الصيام لا شهر الطعام.. استشعروا أن رمضان شهر العفو والغفران لا شهر اللهو والعصيان..

استشعروا أن رمضان شهر القرب من الرحمن لا شهر طاعة الشيطان.. وهو كذلك، فمن عاش فيه بهذه الروح كان له أروع مدرسة، وإن شئت فقل: جامعة يتربى فيها المسلم على دروس:

كف النفس عن هواها.. وأطرها على صيام النهار وقيام الليل.. يتدرب الصائم فيه على رفع أكف الضراعة للباري جل جلاله..

يتدرب الصائم فيه على أن ينصب قدميه للرحمن الرحيم، يناجيه بأسراره.. فمن كانت هذه حاله؛ فليهنأ وليبشر بفضل الله العظيم العميم.. الذي وسع كل شيء رحمة جل جلاله.

ففضل المنعم - سبحانه - واسع؛ لكنه في رمضان يتضاعف ويزيد.. فإن له - سبحانه - عتقاء وذلك في كل ليلة من رمضان (كما ثبت في الحديث).

- أما الصنف الأول الذي سبقت الإشارة إليه؛ فستنوء كواهله عن حمل أثقال السيئات، إن لم يتجاوز الله عنه بعفوه وغفرانه..

- فنسأل المولى -تبارك وتعالى- أن بتقبل الصيام والقيام.. وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.. إنه ولي ذلك والقادر عليه..

* ومضة أخيرة:

إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا رمضان لمحزونون.. كم فيك والله من عبرات سُكِبت.. ومعاصي هُجِرت.. وتوبات أُعلنت.. كم فيك من قلوب عادت لها الحياة الحقيقية..

كم فيك من أقدام فطَّرها القيام.. وعيون اغرورقت بدموع الرجوع.. فاللهم اجبر كسر قلوبنا بفراق رمضان..


محمد بن عبد اللّه البقمي