من لم يؤمن بالقدر لم يتهن بعيش
وإلا ماذا يفعل الملحد الجاحد أمام تلك المصائب العظام التي يراها ويسمع بها وإلى من يفزع ويركن ، وبمن يستغيث ويطلب العون واللطف ؟
صدق من قال " من لم يؤمن بالقدر لم يتهن بعيش "
وإلا ماذا يفعل الملحد الجاحد أمام تلك المصائب العظام التي يراها ويسمع بها وإلى من يفزع ويركن ، وبمن يستغيث ويطلب العون واللطف ؟
أيفزع إلى الطبيعة الصماء التي لا تسمع ولا تبصر ولا تغيث ؟ أم يفزع لمخلوق مثله لا يملك لنفسه فضلا عن غيره ضرا ولا نفعا ؟ أم يلجأ للعلم الحديث العاجز أن يمنع زلزالا أو بركانا أو عاصفة أو فيضانا وغايته أن يبتكر وسائل للرصد لا للتصدي والمنع .
ثم ماذا يفعل مع أحبائه الذين يفقدهم وهو لا يؤمن ببعث ولا حشر ولا يوم آخر ؟ أيكون هذا نهاية المطاف فلا إمكان للقاء ثان ولا اجتماع في عالم غير هذا العالم بل سيتحول الكل إلى كومة تراب وتنتهي فصول القصة كلها إلى تلك النهاية العبثية .
أما المؤمن فكما قال تعالى { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} فهو يعلم أن كل شيء بقضاء الله وقدره ، وإذنه وامره ، فيسكب ذلك اليقين في قلبه السكينة والطمأنينة والتسليم والرضا ، ثم هو مع حزنه على فراق الأحباب ينتظر يوما قريبا يجتمع فيه معهم على سرر متقابلين في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، في دار لا حزن فيها ولا كرب ، ولا هم ولا غم ، بل سعادة أبدية ونعيم مقيم .
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: