ضحك ربنا جل جلاله من قنوط عباده..

منذ 2023-06-13

قال ﷺ: «ضَحِكَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ، وَقُرْبِ غِيَرِهِ» وقوله: «وقرب غِيَره»؛ أي: قرب تغييره الحال

قال صلى الله عليه وسلم: «ضَحِكَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ، وَقُرْبِ غِيَرِهِ»؛ رواه أحمد برقم (16187) وغيره.

 

• كما تكون الشدة ينزل من النصر مثلها؛ (تفسير ابن كثير 1 / 427).

 

• قوله: «وقرب غِيَره»؛ أي: قرب تغييره الحال.

 

• والمعنى: أنَّه سبحانه يعجب من قنوط عباده عندَ احتباس القطر عنهم وقنوطهم ويأسهم من الرحمة، وقد اقترب وقتُ فرجه ورحمته لعباده، بإنزالِ الغيث عليهم، وتغيُّره لحالهم وهم لا يشعرون... وقال سبحانه عن يعقوب أنَّه قال لبنيه: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} [يوسف: 87]، ثم قصَّ قصة اجتماعهم عَقيبَ ذلك.

 

وكم قصَّ سبحانه من قصص تفريجِ كُرُباتِ أنبيائه عند تناهي الكَرْب؛ كإنجاء نوح ومَنْ معه في الفلك، وإنجاء إبراهيم من النار، وفدائه لولده الذي أمر بذبحه، وإنجاء موسى وقومه من اليمِّ، وإغراق عدوِّهم، وقصة أيوب ويونس، وقصص محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مع أعدائه، وإنجائه منهم، كقصته في الغار، ويوم بدر، ويوم أحد، ويوم الأحزاب، ويوم حنين؛ انتهى من كلام ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (2 / 586).

 

ويشهد لهذا المعنى قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} [الشورى: 28].

 

صحة الحديث:

ذهب إلى تقوية الحديث ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى" (3 / 139 و 5 / 51)، وانتصر لذلك ابن القيم، فقال: هَذَا حَدِيثٌ كَبِيرٌ جَلِيلٌ، تُنَادِي جَلَالَتُهُ وَفَخَامَتُهُ وَعَظَمَتُهُ عَلَى أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ مِنْ مِشْكَاةِ النُّبُوَّةِ، وَقَالَ ابن منده: وَلَمْ يُنْكِرْهُ أَحَدٌ وَلَمْ يُتَكَلَّمْ فِي إِسْنَادِهِ، بَلْ رَوَوْهُ عَلَى سَبِيلِ الْقَبُولِ وَالتَّسْلِيمِ، وَلَا يُنْكِرُ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَّا جَاحِدٌ أَوْ جَاهِلٌ أَوْ مُخَالِفٌ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ ا. هـ من "زاد المعاد" (3 / 591).

عبد الله يوسف الأحمد

إمام جامع البواردي بالرياض