ماهية الاعتداء في الدعاء وجزاؤه
فإن الاعتداء في الدعاء معناه مجاوزة الحد فيه، ويكون بسؤال الله تعالى ما لا يجوز شرعاً من الإثم وقطيعة الرحم.. أو عادة بما يخالف سنن الله في هذا الكون
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاعتداء في الدعاء معناه مجاوزة الحد فيه، ويكون بسؤال الله تعالى ما لا يجوز شرعاً من الإثم وقطيعة الرحم.. أو عادة بما يخالف سنن الله في هذا الكون، وقيل: رفع الصوت فيه والصياح به، لأن الله تعالى يقول: { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } {الأعراف:55}.
وقيل: سؤال منازل الأنبياء، وقيل: هو التكلف في السجع.. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: فالاعتداء في الدعاء تارة بأن يسأل ما لا يجوز له سؤاله من المعونة على المحرمات، وتارة يسأل ما لا يفعله الله مثل أن يسأل تخليده إلى يوم القيامة، أو يسأله أن يرفع عنه لوازم البشرية، من الحاجة إلى الطعام والشراب، ويسأله بأن يطلعه على غيبه، أو أن يجعله من المعصومين، أو يهب له ولداً من غير زوجة، ونحو ذلك مما سؤاله اعتداء لا يحبه الله، ولا يحب سائله.
والإثم المترتب على الاعتداء في الدعاء إنما هو في حق من يفعل ذلك متعمدا، وأما من يعتدي في الدعاء وهو لا يعرف أنه يعتدي فيه فنرجو أن لا يكون عليه إثم، فقد دلت الشريعة على أن المخطئ معذور، قال تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } {الأحزاب:5}.
وقال صلى الله عليه وسلم: « إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه» . [رواه ابن ماجه] .
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ قول الله تعالى: { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } { البقرة: 276}. «قال: قال الله: قد فعلت» .
وعلى المرء أن يتعلم ما يحتاج إلى معرفته من جميع أمور دينه.
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: