فقه الاستمتاع بالحياة

منذ 2023-08-07

إن الله تعالى أنزل الإسلام لإسعاد الناس وإصلاح أحوال مجتمعاتهم وتيسير أمورهم والتخفيف عليهم، ويكفينا هذا الأمر النبوي الكريم، قال رسول الله ﷺ: «يسِّرُوا ولا تُعسِّروا وبشِّرُوا ولا تُنَفِّرُوا».

إن من المفاهيم المغلوطة عن الإسلام التضييق على المسلم في الاستمتاع بالحياة، فهذا المفهوم الخاطئ ناتج عن مرض الفوبيا من الإسلام ودعاية تشويه هذا الدين العظيم.

 فالدارس للقرآن الكريم وسنة خير المرسلين، يعلم علم اليقين أن الإسلام وسَّع على المسلمين حيز الاستمتاع بالحياة، وجعل حد ذلك مصلحة الفرد والمجتمع، فإن نتج عن الاستمتاع ضرر أو ظلم فإنه يُحَرِّمُه.

 مثال ذلك أباح الإسلام جميع المشروبات واستثنى من ذلك الخمور والمُسكِرات؛ لأنها ترجع بالضرر على الإنسان وعلى المجتمع، ووجه ضررها أنها تسبب الأمراض الخطيرة وحوادث السير والجرائم والخصومات بين أفراد المجتمع، وتضييع الصلوات والعبادات والواجبات العائلية.

وحبَّب الإسلام المسلم في الزواج وحرم الزنا؛ لأن فيه ظلمًا للأعراض وتضييعًا للمرأة ولأنساب الناس وصحتهم؛ إذًا نستفيد أن الإسلام الحنيف حفظ للناس حقَّهم الكامل في الاستمتاع بالحياة ما لم يكن في هذا الاستمتاع ضررٌ عليهم، وهنا لنا وقفة مع بعض النصوص الكريمة المبينة لهذا الأصل، قال تعالى:  {يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}  [المؤمنون: 51]، وقال أيضًا:  {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا}  [الأعراف: 31]، وقال جل وعلا:  {وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}  [القصص: 77]، وقال سبحانه:  {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ}  [النساء: 3]، وقال سبحانه:  {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}  [الأنعام: 11]، وقال سبحانه:  {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}  [الجمعة: 10].

 

إن الله تعالى أنزل الإسلام لإسعاد الناس وإصلاح أحوال مجتمعاتهم وتيسير أمورهم والتخفيف عليهم، ويكفينا هذا الأمر النبوي الكريم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يسِّرُوا ولا تُعسِّروا وبشِّرُوا ولا تُنَفِّرُوا»، وصلى الله وسلَّم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

________________________________________________
الكاتب: أبو الحسن هشام المحجوبي