من تشبه بقوم فهو منهم

منذ 2023-08-17

يحذرنا الرسول الكريم في هذا الحديث الصحيح من التشبه بالكفار فيما يخالف تعاليم الإسلام، حتى لا نكون منهم، ولا نحشر معهم يوم القيامة

يحذرنا الرسول الكريم في هذا الحديث الصحيح من التشبه بالكفار فيما يخالف تعاليم الإسلام، حتى لا نكون منهم، ولا نحشر معهم يوم القيامة، ويَحضنا هذا الحديث على التشبه بالمؤمنين والصالحين في أخلاقهم وزيهم وعقيدتهم، حتى نكون منهم، ونُحشر معهم، قال الله تعالى:

{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}. [النساء: 69].

 

إن المسلمين اليوم تركوا أمور دينهم، وتركوا الزيَّ الإسلامي المخصص لهم والذي يميزهم عن غيرهم من اليهود والنصارى، وراحوا يتشبهون بأعدائهم فيما يضرهم، ويفسد أخلاقهم، وتركوا تقليد الأجانب فيما ينفعهم من الاختراعات الحديثة كالطائرات والمدافع، وغيرها مما يفيدهم في الدفاع عن دينهم ومقدساتهم، وحق عليهم قول الشاعر:

قلَّدوا الغربي، لكن بالفجور  **  وعن اللُّب استعاروا بالقشور 

 

أهم التقاليد الأجنبية التي عمت الرجال والنساء:

1- السفور: لقد تركت المرأة المسلمة الحجاب الذي فرضه الله عليها، ليحفظ شرفها، وراحت تتشبه بالمرأة اليهودية والنصرانية، فأفسدت أخلاق الشباب، عندما كشفت وجهها ونحرها وذراعها، وشعرها، وأصبحت رخيصة في الأسواق.

 

2- لباس البنطال: الكثير من شباب المسلمين اليوم يلبسون البنطال الضيق الذي يُجسم عورتهم الأمامية والخلفية، ويحكي حجم أفخاذهم، مقلِّدين الكفار، ولا أدل على ذلك من تسميته بأسماء أجنبية (شلستو، كوبوي) وقد لبسه النساء أيضًا، ليُسهلوا عملية الاختلاط بالرجال في خطة يهودية خبيثة، فكثيرًا ما يصعب عليك أن تفرق بين الرجل والمرأة، وقد سئل رجل عالم عن لبس البنطال الضيق فقال: يحرم لبسه في الصلاة وخارجها، وإذا أردت أن تعرف تجسيم البنطال للعورة، فانظر إلى رجل يلبس البنطال، كيف يبدو حجم عورته من الأمام، وانظر إلى تجسيم مقعده وخاصة عند السجود، وهو من أبشع المناظر المخزية، ويمكن للمضطرين لباس البنطال العريض جدًا عند العمل، ولبس الثوب في غير وقته، ولا سيما عند الصلاة.

 

3- كثير من المسلمين يلبسون الثوب، ولكنهم يطيلونه إلى أسفل الكعبين مخالفين قوله صلى الله عليه وسلم: «إرفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار، فإنها من المخيلة». (أي الكبر والاختيال). (رواه الترمذي وقال حسن صحيح).

 

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار»؛ (رواه البخاري).

 

ويُفهم من هذه الأحاديث تحريم تطويل الثياب أسفل الكعبين لأنه من التكبر.

 

4- لباس البرنيطة: يحرم لباسها لأنها شعار الكفرة، يضعونها على رؤوسهم، وتسمى (كاسك) ومن سيئاتها تمنع المسلم من السجود، والقلنسوة (الطاقية) العربية أو فوقها العمامة، هو شعار الإسلام، وهو يقي حر الشمس، والبرد، ولا يمنع المسلم من السجود، وبه يتميز المسلم عن غيره.

 

5- لباس خاتم الذهب والأساور في اليد والرقبة للرجال: كما يحرم حلق اللحية لأنه تشبه بالكفار والنساء، قال صلى الله عليه وسلم:

لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء.

(صحيح: رواه أحمد وأبو داود والترمذي انظر صحيح الجامع رقم 4976).

محمد جميل زينو

عالم كبير..مدرس في مكة المكرمة.