خصلتان، أو خلتان لا يحافظُ عليهما عبدٌ مسلمٌ إلا دخل الجنةَ
خصلتان، أو خلتان لا يحافظُ عليهما عبدٌ مسلمٌ إلا دخل الجنةَ، هما يسيرٌ، ومن يعملُ بهما قليلٌ، يسبِّحً في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ عشْرًا، ويحمَدَ عشْرًا ، ويكبِّرُ عشْرًا، فذلك خمسون ومائةٌ باللسانِ
الحديث:
«خصلتان، أو خلتان لا يحافظُ عليهما عبدٌ مسلمٌ إلا دخل الجنةَ، هما يسيرٌ، ومن يعملُ بهما قليلٌ، يسبِّحً في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ عشْرًا، ويحمَدَ عشْرًا ، ويكبِّرُ عشْرًا، فذلك خمسون ومائةٌ باللسانِ، وألفٌ وخمسمائةٍ في الميزانِ، ويكبِّرُ أربعًا وثلاثين إذا أخذ مضجعَه ، ويحمَدُ ثلاثًا وثلاثين ، ويسبِّحُ ثلاثًا وثلاثين ، فذلك مائةٌ باللسانِ ، وألفٌ في الميزانِ . فلقد رأيتُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يعقِدُها بيدِه ، قالوا: يا رسولَ اللهِ ، كيف هما يسيرٌ ومن يعملُ بهما قليلٌ؟ قال: يأتي أحدَكم – يعني الشيطانَ – في منامِه فيُنَوِّمُه قبل أن يقولَه ، ويأتيه في صلاتِه فيُذَكِّرَه حاجةً قبلَ أن يقولَها.الراوي : عبدالله بن عمرو»
[المحدث :الألباني المصدر :صحيح أبي داود الصفحة أو الرقم: 5065 خلاصة حكم المحدث : صحيح التخريج : أخرجه أبو داود (5065) واللفظ له، والترمذي (3410)، والنسائي (1348)، وابن ماجه (926)، وأحمد (6910)] .
الشرح:
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُعلِّمُ الصَّحابةَ ويُرشِدُهم إلى ما يُقالُ مِن الأذكارِ بعدَ الصَّلاةِ، وعندَ النَّومِ، مُبيِّنًا فَضْلَ هذه الأذكارِ وعَظيمَ ثوابِها.
وفي هذا الحديثِ يُخبر عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: "خَصلَتان، أو خَلَّتان"، أي: صِفَتان "لا يُحافِظُ ويُداوِمُ علَيهما"، يعني: على هاتَينِ الخَصْلتَينِ عبدٌ مسلمٌ إلَّا دخَل الجنَّةَ، "هُما يَسيرٌ"، أي: إنَّ هاتَيْن الخَلَّتَين عَمَلُهما سَهلٌ وخفيفٌ، ولكنْ مَن يَعمَلُ بهما ويُداوِمُ عَليهِما عدَدُهم قليلٌ.
"يُسبِّحُ في دُبُرِ" أي: بَعدَ "كُلِّ صلاةٍ" مكتوبةٍ "عَشرًا"، عشْرَ مرَّاتٍ، "ويَحمَدُ" اللهَ "عَشرًا، ويُكبِّرُ" اللهَ "عَشرًا، فذلك" العمَلُ "خَمسونَ ومِئةٌ باللِّسانِ"؛ لأنَّها تُفعَلُ خمسَ مرَّاتٍ في اليومِ واللَّيلةِ كلَّ مرَّةٍ ثلاثون، ومَجموعُهم مِئةٌ وخَمسون، "وألفٌ وخَمسُ مِئةٍ في الميزانِ"، يَعني: أنَّها تَكونُ مُضاعَفةً؛ لأنَّ الحسَنةَ بعَشرِ أمثالِها، وهذه هي الخَصلَةُ الأولى.
أمَّا الخَصلةُ الثَّانيةُ فهي قولُه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "ويُكبِّرُ أربعًا وثَلاثينَ إذا أخذ مَضجَعُه"، يَعني: إذا أراد النَّومَ، "ويَحمَدُ ثَلاثًا وثَلاثين، ويُسبِّحُ ثلاثًا وثَلاثين، فذلك" العَملُ عددُه "مِئةٌ باللِّسانِ، "وألفٌ في الميزانِ" يَعني: مُضاعَفين.
ثمَّ قال عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو: "فلَقَد رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَعقِدُها بيَدِه"، يعني: يَعُدُّها بأصابِعِه؛ يُكبِّرُ ويُسبِّحُ ويُهلِّلُ.
ثمَّ سأل الصَّحابةُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فقالوا: "يا رسولَ اللهِ، كيف هُما يَسيرٌ ومَن يَعمَلُ بهِما قليلٌ؟ قال: يَأتي أحَدَكم- يَعني: الشَّيطانَ- في مَنامِه"، ويُوسوِسُ له، "فيُنوِّمُه قبلَ أن يَقولَه"، يَعني: قبلَ أن يَقولَ هذا الذِّكرَ، و"يأتيه في صَلاتِه فيُذكِّرُه حاجةً"، أي: مِن حاجاتِ الدُّنيا وأشغالِها حتَّى يَنصرِفَ مِن صلاتِه "قبلَ أن يَقولَها".
وفي الحديثِ: الحثُّ على الذِّكرِ بعدَ الصَّلاةِ؛ لِما فيه مِن أجرٍ وثوابٍ عظيمٍ.
وفيه: بيانُ أنَّ التَّوفيقَ إلى الخيرِ مِن فضلِه سُبحانَه، وبيانُ سعَةِ فضلِ اللهِ تعالى وكرَمِه، وأنَّه يُثيبُ على الأعمالِ أكثرَ مِن قَدْرِ التَّعبِ في أحيانٍ كثيرةٍ.
وفيه: عَقْدُ التَّسبيحِ وعدُّه بأصابعِ اليدِ.
وفيه: بيانُ حِرصِ الشَّيطانِ على تَثبيطِ الإنسانِ عنِ اكتِسابِ الخيراتِ، وإفسادُه وصدُّه عن ذِكرِ اللهِ تعالى.
وفيه: إثباتُ الميزانِ، وأنَّ الأعمالَ تُوزَنُ يومَ القيامةِ.
الدرر السنية
- التصنيف:
- المصدر: