من أسباب رفع البلاء: قراءة المعوذتين
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين، وينفث، فلما اشتد وجعه كنتُ أقرأ عليه، وأمسح بيده عليه، رجاء بركتها...
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين، وينفث، فلما اشتد وجعه كنتُ أقرأ عليه، وأمسح بيده عليه، رجاء بركتها؛ رواه البخاري برقم (5016)، ومسلم (3902).
وعنها رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحدٌ من أهله، نفث عليه بالمعوذات، فلمَّا مرض مرضه الذي مات فيه، جعلتُ أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه؛ لأنها كانت أعظمَ بركة من يدي؛ (رواه مسلم برقم (2192).
معنى قول عائشة رضي الله عنها: كان إذا مرض أحدٌ من أهله نفث عليه بالمعوذات:
قال الإمام النووي في "شرح مسلم" (14 /183): وفي هذا الحديث: استحباب الرقية بالقرآن وبالأذكار، وإنما رَقى بالمعوذات؛ لأنهن جامعات للاستعاذة من كل المكروهات جملةً وتفصيلًا.
ففيها: الاستعاذة من شر ما خلق، فيدخل فيه كل شيء، ومن شر النفاثات في العقد، ومن السواحر، ومن شر الحاسدين، ومن شر الوَسوَاس الخناس، والله أعلم؛ اهـ.
فصلٌ: في الرقية من العين والحمة:
عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا رقية إلا من عين أو حمة»؛ (رواه البخاري برقم (5705)، ورواه مسلم برقم (374)، عن بريدة بن حصيب الأسلمي رضي الله عنه بلفظه.
معنى قوله صلى الله عليه وسلم: لا رقية إلا من عينٍ أو حُمة:
قال ابن الأمير الصنعاني في "التنوير شرح الجامع الصغير" (11 /148): قوله: لا رقية إلَّا من عينٍ أو حُمة ـ بضم الحاء المهملة وفتح الميم مخففة؛ أي: لا تُشرع الرُّقية، أو لا تنفع إلَّا أن تكون من إصابة العين، أو تكون لمن أُصيب بلسعة ذي الحُمة من العقرب ونحوها.
وقد عُورض هذا الخبر بالأحاديث الواردة في رُقية كثير من الأمراض، مثل: أعوذ بكلمات الله التامات، وأُجيب بأن المُراد لا رقية أنفع من هذه المحصورة، وتلك رُقى نافعة، وهذه أنفع منها؛ اهـ.
وقال الطيبي في "شرح المشكاة" (2 /562): معناه: لا رُقية أولى وأنفع، وهذا كما قيل: لا فتى إلا علي، وقد أمر النبي عليه الصلاة والسلام غير واحد من الصحابة بالرُّقية، وسمع عليه الصلاة والسلام جماعة يرقون ولم يُنْكِر عليهم؛ اهـ.
- التصنيف: