كرامة الإنسان

منذ 2024-01-12

إن كل نظام سياسي أو اقتصادي، وطني أو عالمي، لا يتخذ تطبيق (( كرامة الإنسان )) غاية له، هو نظام فاسد، ومصيره العاجل والآجل التفتت والانهيار.

في المجتمع الإسلامي الرفيع، يعيش الناس آمنين على أنفسهم، آمنين على بيوتهم، آمنين على عوراتهم وأسرارهم، ولا يوجد مبرر ـ مهما يكن ـ لانتهاك تلك الحرمات، وحتى ذريعة تتبع الجريمة وإثباتها لا تصلح في النظام الإسلامي مسوغاً للتجسس على الناس، فالناس على ظواهرهم، وليس لأحد أن يتعقب بواطنهم.

إن التحرر من الخوف الظالم، هو الذي يفتح الطريق أمام الشعوب العربية لحياة كريمة، تُحترم فيها حقوقها، وتُصان فيها آدميتها، فسحق كرامة الإنسان هو السبب المباشر فيما تعانيه الأمة العربية والإسلامية اليوم، لأن المظلوم والمستعبد لا يحرر أوطانا، ولا يدفع عدوانا، ولا يستطيع أن يعمر أو يبني، ما دام لا يشعر بالأمان والاستقرار.

إن كل نظام سياسي أو اقتصادي، وطني أو عالمي، لا يتخذ تطبيق (( كرامة الإنسان )) غاية له، هو نظام فاسد، ومصيره العاجل والآجل التفتت والانهيار.

فأين الإنسان اليوم من هذا التكريم ؟‍‍!
لقد فقد كل شيء؛ حقوقه وحريته وكرامته، وأصبح لعبة في أيدي المعتدين، يمكن أن يعتقل دون أن يحقق معه، وأن يسجن وأن يعذب ويلقى في غياهب السجون بغير ذنب ارتكبه.

إن أي أمة لا تنهض بدون عقيدة تحوطها حرية وكرامة وهدف، كما أن تفريغ العقول والقلوب من العقيدة والفهم والأخلاق لهو أمر خطير على الأمة ومستقبلها، وقيام البعض بتصوير التدين على أنه تهمة، والجدية تخلف، والالتزام تنطّع، والحرية إثم كبير لهو أمر في غاية العجب !!.
..............
مجلة: البلاغ