كل مولود يولد على الفطرة ...

منذ 2011-12-14


الأصل فيك يا نفس هي الفطرة، فطرة الإسلام، فطرة الطهر والنقاء، كل ما أريده هو أن تعودي للفطرة والاستسلام لرب العالمين: {أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الملك: 22].

نعم يا نفس لقد خلق الله أبيك آدم بيديه {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75]، و قال أيضا: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [ص: 72] فأي تكريم وأي شرف أعظم من هذا؟!

كيف ترفضين طاعة من أسجد لك الملائكة {{فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ}} [ص: 73] وإلى متى هذه الغفلة عن رب العالمين؟ إلى متى الانسياق وراء أباطيل الشياطين الذين أعلنوا عداوتك منذ رفض إبليس السجود لأبيك آدم حتى يأخذ الله الأرض ومن عليها؟!

يا نفس إنك من سلالة نوح ومن آمن معه {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ} [هود: 40].

بل إن موطن أبيك آدم الأصلي هو الجنة {وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا} [البقرة: 35].
 

فحي على جنات عدن فإنها منازلنا الأولى وفيها المخيم
و لكننا سبي العدو فهل ترى نرد إلى أوطاننا ونسلم



نعم يا نفس قد نكست فطرتك، وأصبحت سبيا للعدو «وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم. وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم» (رواه مسلم).

وآن يا نفس أن تفيقي من غفلتك بل من موتتك {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ ليس بخارج منها} [الأنعام: 122].

وآن أن تفكي قيود أسرك، وتتحرري لله رب العالمين، ألم تسمعي قول امرأة عمران: {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً} [آل عمران: 35].

نعم يا نفس أعلنيها الآن توبة صادقة، عسى الله أن يقبلها فيغفر ما مضى ويبدل سيئاتك بحسنات.

{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ . ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [التين: 4-6].

جمع وترتيب الفقير إلى عفو ربه،
محمد نصر