شرح النووي لحديث: افتح وبشره بالجنة على بلوى تكون
ثم استفتح رجل آخر قال فجلس النبي صلى الله عليه وسلم فقال افتح وبشره بالجنة على بلوى تكون قال فذهبت فإذا هو عثمان بن عفان قال ففتحت وبشرته بالجنة قال وقلت الذي قال فقال اللهم صبرا أو الله المستعان
[صحيح مسلم] :
« حدثنا محمد بن المثنى العنزي حدثنا ابن أبي عدي عن عثمان بن غياث عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى الأشعري قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط من حائط المدينة وهو متكئ يركز بعود معه بين الماء والطين إذا استفتح رجل فقال افتح وبشره بالجنة قال فإذا أبو بكر ففتحت له وبشرته بالجنة قال ثم استفتح رجل آخر فقال افتح وبشره بالجنة قال فذهبت فإذا هو عمر ففتحت له وبشرته بالجنة ثم استفتح رجل آخر قال فجلس النبي صلى الله عليه وسلم فقال افتح وبشره بالجنة على بلوى تكون قال فذهبت فإذا هو عثمان بن عفان قال ففتحت وبشرته بالجنة قال وقلت الذي قال فقال اللهم صبرا أو الله المستعان حدثنا أبو الربيع العتكي حدثنا حماد عن أيوب عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حائطا وأمرني أن أحفظ الباب بمعنى حديث عثمان بن غياث»
شرح النووي:
قوله : ( عن عثمان بن غياث ) هو بالغين المعجمة والثاء المثلثة .
قوله : ( في حائط ) هو البستان .
قوله : ( يركز بعود ) هو بضم الكاف أي يضرب بأسفله ليثبته في الأرض .
قوله : ( استفتح رجل فقال افتح وبشره بالجنة ) وفي رواية : ( أمرني أن أحفظ الباب ) ، وفي رواية : ( لأكونن بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتمل أنه ) صلى الله عليه وسلم أمره أن يكون بوابا في جميع ذلك المجلس ليبشر هؤلاء المذكورين بالجنة رضي الله عنهم ، ويحتمل أنه أمره بحفظ الباب أولا إلى أن يقضي حاجته ويتوضأ ؛ لأنها حالة يستتر فيها ، ثم حفظ الباب أبو موسى من تلقاء نفسه .
وفيه فضيلة هؤلاء الثلاثة ، وأنهم من أهل الجنة ، وفضيلة لأبي موسى ، وفيه جواز الثناء على الإنسان في وجهه إذا أمنت عليه فتنة الإعجاب ونحوه ، وفيه معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم لإخباره بقصة عثمان وبالبلوى ، وأن الثلاثة يستمرون على الإيمان والهدى .
قوله : ( والله المستعان ) فيه استحبابه عند مثل هذا الحال .
- التصنيف: