علامات الفرق الهالكة وعلامات الفرقة الناجية
منذ 2024-05-27
هذه المقتطف مستل بتصرف من كتاب: (المختصر في الأديان والفرق) لمؤلفه د. عيسى بن عبد الله السعدي الغامدي أستاذ العقيدة في جامعة الطائف
هذه المقتطف مستل بتصرف من كتاب: (المختصر في الأديان والفرق) لمؤلفه د. عيسى بن عبد الله السعدي الغامدي أستاذ العقيدة في جامعة الطائف، السعودية، وهو كتاب يعطي (فكرة ميسرة عن أصول الفرق الإسلامية وعن الأديان الكبرى فالعالم) كما قال مؤلفه، والكتاب قيم في بابه لمن أراد أن يقف خلاصة في باب الأديان والفرق، والآن مع المادة:
رأينا أن المسلمين تفرقوا حتى بلغوا ثلاثاً وسبعين فرقة، الناجية منها واحدة والباقية هالكة، وهذه الفرق الهالكة تجمعها علامات مشتركة منها:
- مفارقة السلف وذمهم: فمن علاماتهم الخروج عن طريقة السلف وذمهم كما كان يقول عمرو بن عبيد: (معتزلي): كلام الحسن وابن سيرين في خرقة حيض ؛ أي كلامهم كله يدور حول أحكام الحيض. وقال آخر: «علم الشافعي لا يخرج عن سراويل المرأة». وقد يصل هذا الذم إلى ذم الصحابة كما حصل من الخوارج، وربما وصل إلى قتل المسلمين كما جاء في الحديث الصحيح: (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان).
- اتباع المتشابه وترك المحكم: قال تعالى: { ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ﴾} [آل عمران: ٧] وبهذا يعتمدون على نص أو نصين ويؤولون باقي النصوص، حتى إن الجهمية أوَّلوا نصوص الصفات وهي معظم القرآن وكذلك الأحاديث، ولهذا يعتبر التأويل من معالم عقيدة الفرق الهالكة.
- اتباع الهوى: قال تعالى: {﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ﴾} [آل عمران: ٧] والزيغ: هو الميل عن الحق اتباعاً للهوى. وقد تقْوى هذه العلامة في بعض الفرق حتى تتجارى بهم كما يتجارى الكلب بصاحبه وعلى هذا يحمل حديث: (إن الله احتجز التوبة عن كل صاحب بدعة).
(أما) علامات الفرقة الناجية:
الفرقة الناجية ليست دعوى أو انتساب وإنما هي تحقق واتصاف بأمور كثيرة من أهمها الأمور التالية، وهي علامات أهل السنة:
- لزوم طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه: كما جاء في الحديث: «كلها في النار إلا واحدة قيل من هي يا رسول الله؟ فقال: «ما أنا عليه اليوم وأصحابي». فكلمة: «ما أنا» هي السنة، وأصحابي» هم الجماعة، فمن سار على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في العقائد والأعمال فهو من الفرقة الناجية ومن أهم ما يدلك على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كتب الحديث مثل البخاري ومسلم، ومسند أحمد، وجميع كتب الحديث المعتمدة.
- سلامة المصدر ووحدته: ولهذا تجد عقائدهم واحدة مهما اختلفت بلدانهم.
- تعظيم النقل الكتاب والسُّنَّة واعتباره الأصل فما وافقه قبل وما خالفه رد.
- قبول كل ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم سواء كان متواتراً أو أحاداً خلافاً لمن يرد خبر الآحاد ولو كان في الصحيح إذا خالف العقل أو القياس أو غير ذلك.
- الوسطية بين الفرق فكما أن المسلمين وسط بين الأمم فأهل السنة وسط بين الفرق، ففي الصفات هم وسط بین المعطلة والممثلة، وفي القدر هم وسط بين الجبرية والقدرية، وفي الأسماء والأحكام وسط بين الوعيدية والمرجئة، وفي الصحابة وسط بين الغالية والناصبة مثل الذين غلوا في علي الله والذين ناصبوا علياً له العداوة.
- أنهم لا ينتسبون إلى مقالة معينة ولا إلى شخص معين فهم أهل السنة والجماعة ؛ أي: طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه خلافاً لأهل البدع فإنهم: إما أن ينتسبوا إلى المقالة كالقدرية والمرجئة، أو إلى القائل كالهاشمية والنجارية أو إلى الفعل مثل: الخوارج والروافض.
- أنهم يعرفون الحق ويرحمون الخلق فهم على علم ورحمة خلافاً لأهل البدع فهم على جهل وقسوة، ولهذا يتجرأ كثير منهم.
- النيل من أهل السُّنَّة، وربما انجر الأمر إلى قتلهم كما يؤثر عن الخوارج، ويذكر كذلك عن العبيديين.
- موافقة عقيدتهم للفطرة في الدلائل والمسائل فعقيدتهم ميسرة سهلة خلافاً لتلك التعقيدات عند الفلاسفة والمتكلمين ومن تأثر بهم كالإسماعيلية.
- الحرص على اتباع السنن والآثار والحذر من البدع والتحذير منها اعتقاداً وعملاً.
- قلة الاختلاف فهم أقل الطوائف اختلافاً خلافاً لأهل البدع فقد تفرقوا إلى فرق كثيرة، حتى إن المعتزلة زادوا عن عشرين فرقة، وهكذا الخوارج تفرقوا إلى فرق كل فرقة تكفر الأخرى، وكلما كانت الفرقة أبعد كلما كان تفرقها أشد، ولهذا كان أشد الناس اختلافاً الفلاسفة لأنهم أبعدهم عن السنة.
- التصنيف: