لا إله إلا الله العظيم الحليم (دعاء الكرب)

منذ 2024-06-04

«لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَظِيمُ الحلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ»

 

د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني

 

في الصَّحِيحَيْنِ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما[1]، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: ««لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَظِيمُ الحلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ»» [2].

 

معاني الكلمات:

 الْكَرْبِ: أي الحُزنِ والغَمِّ.

 لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ: أي لا معبودَ بحقٍّ إلا الله.

 الْعَظِيمُ: أي الكبير المتعالي.

 الحلِيمُ: أي الذي لا يعاجل عباده بالعقوبة إذا ما عَصَوه.

 رَبُّ: أي صاحب ومالك.

 العَرش: سرير الملك، وهو أكبر المخلوقات.

 الكَرِيم: أي العظيم، فلا يُساويه شيءٌ من العروش في عظمته وهيئته، ونحو ذلك.

 

المعنى العام:

هذا الحديثُ يعلِّمنا كيفيةَ التعاملِ مع الهمِّ والغمِّ؛ سواء كان في الدِّين أو الدنيا، فمن أُصيب بهمٍّ أو غمٍّ، فعليه أن يقول هذا الذِّكر: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَظِيمُ الحلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ».

 

الفوائد المستنبطة من الحديث:

1- استحباب الدُّعَاء عند الهمِّ أو الغمِّ أو الحُزن بهذا الذِّكْر.

2- مشروعية الدعاء بأسماء الله الحسنى.

3- وجوب الفزع إلى الله بالدُّعَاء عند نزول المصائب والكروب.

4- استحباب البَداءة في الدُّعَاء بالثناء على الله سبحانه وتعالى.

5- كلما أثنى الداعي على الله أكثر، كان أقرب للإجابة.

6- كان كثير من دُعَاء النبي صلى الله عليه وسلم ثناءً على الله بما هو أهله.

7- المؤمن لا بد أن يُبتلى في دنياه، ويكون الابتلاء على قدر الإيمان.

8- إثبات اسمَي «العظيم، والحليم» لله سبحانه وتعالى.

9- حرَص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم أصحابه رضي الله عنهم: كيف يلجؤون إلى الله عز وجل في الكُرُبات؟

10- تقرير مبدأ الإيمان بالعرش، وأنه عظيمٌ كريم.

 


[1] عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب الهاشمي، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، حبر الأمة، وتُرْجمان القرآن، دعا له النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «اللهم فقِّهه في الدين»، فأدرَك علمًا كثيرًا، مات -رضي الله عنه- في الطائف سنة ثمان وستين.

[2] متفق عليه: رواه البخاري (5996)، ومسلم (5016).