قيام الليل يفك عقد الشيطان

منذ 2024-06-12

قالَ ﷺ: «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ...»

في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ» [1].

 

- معاني المفردات:

الشَّيْطَانُ: المراد به الجنس، ويكون فاعل ذلك القرين أو غيره من أعوان الشيطان.

 

عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ: أي مؤخره.

 

فَارْقُدْ: أي وإذا كان كذلك فارقد ولا تعجل بالقيام ففي الوقت متسع، ومقصود الشيطان بذلك تسويفه بالقيام والإلباس عليه.

 

فَذَكَرَ اللَّهَ: أي بأي ذكر كان، لكن المأثور أفضل.

 

فَإِنْ تَوَضَّأَ: خص الوضوء بالذكر؛ لأنه الغالب، وإلا فالجنب لا تنحل عقدته إِلَّا بالاغتسال، والتيممُ يقوم مقام الوضوء والغسل، ويجزئ عنهما لمن ساغ له ذلك.

 

فَإِنْ صَلَّى: أي النافلة ولو ركعتين.

 

نَشِيطًا: أي لسروره بما وفقه ا لله له من الطاعة، وبما وعده من الثواب، وما زال عنه من عقد الشيطان.

 

طَيِّبَ النَّفْسِ: أي لما بارك الله له في نفسه من هذا التصرف الحسن.

 

وَإلَّا: أي وإن لم يفعل كذلك، بل ترك الذكر والوضوء والصلاة.

 

أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ: أي محزون القلب كثير الهم.

 

كَسْلَانَ: أي لبقاء أثر تثبيط الشيطان، ولشؤم تفريطه، وظفر الشيطان.

 

ما يستفاد من الحديث:

1- تقرير مبدأ وجود الشياطين.

 

2- عظيم أمر إضلال الشيطان لابن آدم.

 

3- فضيلة الذكر والوضوء والصلاة عند القيام من النوم.

 


[1] متفق عليه: رواه البخاري (1142)، ومسلم (776).

_________________________________________________
الكاتب: د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني