التحذير من فتن الجوالات

منذ 2024-07-01

إضاعة الأوقات بلا حساب في أمور لا نفع فيها، بل في كثير منها ضررٌ، وخطورة الدخول على مواقع تُعنى بنشر الإلحاد والتشكيك في مسلَّمات الدين

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فقد تكلمت عن خطورة الجوالات وفق الآتي:

1- إضاعة الأوقات بلا حساب في أمور لا نفع فيها، بل في كثير منها ضررٌ، وكثير منها ينطبق على الدخول عليها قوله سبحانه: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [فاطر: 8].

 

2- خطورة الدخول على مواقع تُعنى بنشر الإلحاد والتشكيك في مسلَّمات الدين؛ من باب الاطلاع، أو من باب الرد على الشبهات، مع عدم القدرة العلمية، وضعف الحصانة الإيمانية، فتستقر الشُّبَهُ، وينحرف القلب.

 

3- خطورة مواقع تُعنى بنشر الفساد الخلقي، والدعوة للفواحش والشذوذ، والله سبحانه عندما نهى عن الفواحش لم ينهَ عنها فقط، بل قد نهى عن كل ما قد يقرب إليها؛ قال سبحانه: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء: 32]، وقال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الأنعام: 151].

 

4- الدخول لمواقع تُعنى بالدعوة للإرهاب، والإخلال بالأمن، والتقليل من شأن ولاة الأمر، وتزيين ذلك كله ببَهْرَجِ الكلام غير الموزون بالضوابط الشرعية؛ فيختل الأمن؛ والله سبحانه يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59]، وبعدها تكلم معي حاجٌّ يمنيٌّ، وقال: كل الذي قلته يا عبدالعزيز صحيح، فهذه المواقع أصابت القلوب بالانحراف، وبالقسوة والغلظة، والظلم وسفك الدماء.

 

والمخرج من هذه الفتن كلها هو:

1- تقوى الله ومراقبته سبحانه، وهذه تحصل بالآتي:

أ- بتحقيق التوحيد.

 

ب- وطلب العلم الشرعي من مصادره الصحيحة.

 

ج- والدعاء بإلحاح بطلب الثبات؛ بمثل قوله سبحانه: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران: 8].

 

د- بالحذر الشديد من تعريض القلب للفتن، وكل ما قد يؤدي إليها؛ وقد حذَّر منها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تُعرَض الفتن على القلوب كعرض الحصير، عودًا عودًا، فأيُّ قلب أُشربها نُكِتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نُكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تعود القلوب على قلبين: قلب أسود مُرْبَادًّا، كالكوز مُجخِّيًا، لا يعرف معروفًا، ولا ينكر منكرًا، إلا ما أُشرب من هواه، وقلب أبيض، فلا تضره فتنة، ما دامت السماوات والأرض»؛ (رواه مسلم).

 

حفظكم الله، وأعاذكم من مُضِلَّات الفتن، ومن فتن وسائل التواصل، ورزقكم التقوى والعلم الشرعيَّ، وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

 

اللهم صلِّ على نبينا محمد ومن والاه.

_______________________________________________________
الكاتب: الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل