من أقوال السلف في الجهاد في سبيل الله

منذ 3 ساعات

للسلف رحمهم الله أقوال كثيرة في الجهاد, اخترت بعضًا منها, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فالجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام, به عزّ المسلمون وانتصروا على عدوهم فربحوا الدنيا والآخرة فطوبى لمن سار على دربهم

للسلف رحمهم الله أقوال كثيرة في الجهاد, اخترت بعضًا منها, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

  • فضل الجهاد في سبيل الله:

&قال عمر رضي الله عنه عليكم بالحج فإنه عمل صالح أمر الله به والجهاد أفضل منه

& قال أبو الدرداء رضي الله عنه: القتل يغسل الدرن, والقتل قتلان: كفارة, ودرجة

& قال أبو هريرة رضي الله عنه: المكاتب معان والناكح معان, والغازي معان, ضامن على الله ما أصاب من أجر أو غنيمة, حتى ينكفئ إلى أهله, وإن مات دخل الجنة

& قال ابن عمر رضي الله عنهما: لسفرة في سبيل الله أفضل من خمسين حجة

& عن سلمان رضي الله عنه قال: إذا زحف العبد في سبيل الله, وضعت خطاياه على رأسه, فتحات كما يتحات عذق النخلة.

& قال أنس رضي الله عنه: غدوة في سبيل الله أفضل من عشر حجج لمن قد حجّ.

& عن سماك بن حرب رحمه الله, أنه سمع  النعمان بن بشير رضي الله عنه, يقول: مثل الغازي مثل الذي يصوم الدهر, ويقوم الليل.

& قال العلامة ابن القيم رحمه الله: وقد تظافرت آيات الكتاب وتواترت نصوص السنة على الترغيب في الجهاد, والحضِّ عليه, ومدح أهله, والأخبار عما لهم عند ربهم من أنواع الكرامات والعطايا الجزيلات.

& قال أبو الدرداء رضي الله عنه: اعمل عملاً صالحاً قبل الغزو, فإنما تقاتلون الناس بأعمالكم.

  • الجهاد عزة:

& قال الحسن رحمه الله: بني الإسلام على عشرة أركان: الإخلاص لله وهي الفطرة, والصلاة وهي الملة, والزكاة وهي الطهرة, والصيام وهو الجنة, والحج وهو الشريعة, والجهاد وهو العزة, والأمر بالمعروف وهو الحجة, والنهي عن المنكر وهو الواقية, والطاعة وهي العصمة, والجماعة وهي الألفة.

  • الجهاد من الأعمال التي كان الصحابة رضي الله عنهم والتابعون يلازمونها:

& قال الإمام الأوزاعي رحمه الله: كان يقال: خمس كان عليها أصحاب محمد والتابعون لهم بإحسان: لزوم الجماعة, واتباع السنة, وعمارة المساجد, وتلاوة القرآن, والجهاد في سبيل الله.

  • الجهاد عاقبته الفتح والغنيمة والشهادة:

& عن سعيد بن جبير رحمه الله في قوله: {﴿ وَهُوَ كُرۡهٞ لَّكُمۡۖ ﴾} يعني: الجهاد, قتال المشركين { ﴿وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ ﴾} [البقرة:216] ويجعل الله عاقبته فتحًا وغنيمة وشهادة

  • الحثّ على الجهاد:

& قال خالد بن الوليد رضي الله عنه: ما كان في الأرض ليلة أُبشَّر فيها بغلام, ويهدي إليّ بعروس أنا لها محبّ, أحبَّ إليَّ من ليلة شديدة الجليد في سربة من المهاجرين أُصبَّح بهم العدو, فعليكم بالجهاد.

  • الجهاد دليل المحبة الكاملة:

& قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الجهاد دليل المحبة الكاملة, قال الله تعالى: {﴿ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾} [التوبة:24] وقال تعالى في صفة المُحبين المحبوبين: {﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِم ٍ ﴾ [ال} مائدة:54] فوصف المحبوبين المحبين بأنهم أذلة على المؤمنين, أعزة على الكافرين, وأنهم يجاهدون في سبيل الله, ولا يخافون لومة لائم. فإن المحبة مستلزمة للجهاد, لأن المحب يحب ما يحب محبوبه, ويبغض ما يبغض محبوبه, ويوالي من يواليه ويعادي من يعاديه ويرضى لرضاه ويغضب لغضبه ويأمر بما يأمر به, وينهى عما ينهى عنه. فهو موافق له في ذلك. وهؤلاء هم الذين يرضى الرب لرضاهم, ويغضب لغضبهم, إذ هم يرضون لرضاه, ويغضبون لما يغضب له.

  • الجهاد يدفع الهم والغم والحزن:

& قال العلامة ابن القيم رحمه الله: تأثير الجهاد في دفع الهم والغم, فأمر معلوم بالوجدان, فإن النفس متى تركت صائل الباطل وصولته واستيلاءه, اشتد همها وغمها, وكربها وخوفها, فإذا جاهدته لله أبدل الله ذلك الهم والحزن فرحاً ونشاطاً وقوةً كما قال الله سبحانه تعالى: {﴿ قاتِلوهُم يُعَذِّبهُمُ اللَّـهُ بِأَيديكُم وَيُخزِهِم وَيَنصُركُم عَلَيهِم وَيَشفِ صُدورَ قَومٍ مُؤمِنينَ * وَيُذهِب غَيظَ قُلوبِهِم ﴾ } [التوبة:14-15] فلا شيء أذهب لجوى القلب وغمه وهمه وحزنه من الجهاد

 

& قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ومتى جاهدت الأمَّةُ عدوها ألَّف الله بين قلوبها...والناس إذا اشتغلوا بالجهاد في سبيل الله جمع الله قلوبهم وألف بينهم, وجعل بأسهم على عدو الله وعدوهم.

  • قيام سوق الجهاد في بني أمية:

& قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : كانت سوق الجهاد قائمة في بني أمية ليس لهم شغل إلا ذلك, قد علت كلمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها, وبرها وبحرها, وقد أذلوا الكفر وأهله, وامتلأت قلوب المشركين من المسلمين رعباً, لا يتوجه المسلمون إلى قطر من الأقطار إلا أخذوه, وكان في عساكرهم وجيوشهم في الغزو الصالحون والأولياء والعلماء...فقتيبة بن مسلم يفتح...حتى وصل تخوم الصين,...ومسلمة بن عبدالملك بن مروان وابن أمير المؤمنين وأخوه يفتحون في بلاد الروم حتى وصلوا القسطنطينية, وبنى بها مسلمة جامعاً يعبد الله فيه, وامتلأت قلوب الفرنج منهم رعباً, ومحمد بن القاسم يجاهد في بلاد الهند ويفتح مدنها, وموسى بن نصير يجاهد في بلاد المغرب.

  • السابقون السابقون أول الناس خروجًا إلى الجهاد:

& قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: قال بعض السلف: في قول الله تعالى ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴾ [الواقعة:10] إنهم أول الناس خروجاً إلى المسجد والجهاد

& قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أهل الشام كانوا أهل غزو وجهاد فكان لهم من العلم بالجهاد والسير ما ليس لغيرهم ولهذا عظم الناس كتاب...الفزازي

 

  • ضعيف البصيرة لا يرى في الجهاد إلا المشقة ولا ينظر إلى عواقبه الحميدة:

& قال العلامة جمال الدين القاسمي رحمه الله: قاصر النظر, وضعيف العقل, لا يجاوز نظره الأمر المكروه الظاهر إلى ما وراءه من كل محبوب, وهذا حال أكثر الخلق _ إلا من صحت بصيرته _ فإذا رأى ضعيف البصيرة ما في الجهاد من التعب والمشاق, والتعرض لإتلاف المهجة, والجراحات الشديدة, وملامة اللوام, ومعاداة من يخاف معادته لم يقدم عليه, لأنه لم يشهد ما يؤول إليه من العواقب الحميدة, والغايات التي إليها يتسابق المتسابقون, وفيها تنافس المتنافسون.

& قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الأمة...إن تركت الجهاد شغل بعضها ببعض...وإذا ترك الناس الجهاد في سبيل الله فقد يبتليهم بأن يوقع العداوة حتى تقع بينهم الفتنة كما هو الواقع.

  • ترك الجهاد يؤدي إلى الذل واستيلاء العدو على البلاد:

& قال الإمام القرطبي رحمه الله: قال أبو عبيدة: عسى أن تحبوا الدعة وترك القتال وهو شر لكم في أنكم تغلبون وتُذلون ويذهب أمركم.

 قلت وهذا صحيح لا غبار عليه,  كما اتفق في بلاد الأندلس, تركوا الجهاد, وجبنوا عن القتال, وأكثروا من الفرار, فاستولى العدو على البلاد, وأي بلاد؟ وأسر, وقتل, وسبي, واسترق, فإنا لله وإنا إليه راجعون

& قال العلامة العثيمين رحمه الله: الناس إذا تركوا ما أوجب الله عليهم من الجهاد, وتشاغلوا بالدنيا عنه فإن هذا من أسباب الذلّ والهزيمة.

  • الفرار من الجهاد لا يقرب أجلًا ولا يبعده:

& قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: كما أن الحذر لا يغني من القدر, كذلك الفرار من الجهاد وتجنبه لا يقرب أجلاً, ولا يبعده, بل الأجل المحتوم, والرزق المقسوم مقدر مقنن, لا يزاد فيه, ولا ينقص منه.

  • ربط الجهاد بولاة الأمور:

& قال الشيخ سعد بن ناصر الشثري: بعض الناس قد تأخذهم العاطفة فيقولون: إن الولاة لا يسمحون لنا بالقتال مع إخواننا المستضعفون في الأرض بل إنهم قد يحرِّضون الناس على الذهاب للجهاد, ويدعونهم للذهاب إلى هذه البقاع؟ والجواب عن هذا أن نقول: ديننا ليس مأخوذاً من العواطف وإنما يؤخذ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إذا حكّمنا عقولنا أو أهواءنا أو عواطفنا فإننا سنضل وإذا أخذنا بالكتاب والسنة فإننا بإذن الله نهتدي. ومثل هذا ما يتعلق بهذه المسألة, فإن النصوص قد دلت على وجوب ربط الجهاد بولاة الأمر, كما في حديث: (( إنما الأمامُ جنة يُقاتل من ورائه, ويُتقى به.)), فحينئذ هل يصح لنا أن نترك مدلول هذه النصوص من أجل عواطفنا ؟!

  • الجهاد على الخيل سيعود:

& قال العلامة ابن باز رحمه الله: عن عروة البارقي رضي الله عنه, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة )) الخيل قد تعود لها الحاجة لقوله إلى يوم القيامة, ويظهر من الأخبار أن الأمر سيعود كذلك, وأن هذه الآلات الجديدة سوف ينتهي منها ما يمنع الجهاد بالخيل, فيظهر أن استعمالها والحمل عليها سيعود.

 

  • منازل المجاهدين في الجنة:

& قال العلامة ابن القيم رحمه الله: الجهاد ذروة سنام الإسلام وقُبته, ومنازل أهله أعلى المنازل في الجنة...لهم الرفعة في الدنيا, وهم الأعلون في الدنيا والآخرة

& قال الحافظ ابن حجر العسقلاني  رحمه الله: الجهاد غير واجب على النساء,...وإنما لم يكن عليهن واجباً لما فيه من مغايرة المطلوب منهن من الستر, ومجانبة الرجال

  • عدم الإخلاص في الجهاد يؤدي إلى تخلف النصر:

& قال العلامة العثيمين :إذا تخلف النصر عن الأمة فلا بد أن يكون لذلك سبب, وأسباب الخذلان كثيرة منها: المعصية. ومنها: الإعجاب النفس. ومنها: عدم الإخلاص في الجهاد, كالذين يقاتلون لأجل القومية العربية, أو غيرها من القوميات. 

  • إعداد القوة لجهاد الكفار بالسلاح المناسب في كل وقت وزمان:

& قال العلامة السعدي رحمه الله: الجهاد نوعان:...وجهاد يقصد به دفع المعتدين على الإسلام والمسلمين, من الكفار والمنافقين والملحدين, وجميع أعداء الدين ومقاومتهم, وهذا نوعان: جهاد بالحجة والبرهان واللسان. وجهاد بالسلاح المناسب في كل وقت وزمان.   

& قال العلامة عبدالله بن محمد بن حميد رحمه الله: الإعداد بالقوة بجميع أنواعه وأقسامه المنطوية تحت كلمة " قوة " أي: برية, وبحرية, وجوية, وأن الاهتمام بالقوات الثابتة والمرابطة كالاهتمام بالقوات المتحركة, والاهتمام بالجيش في أيام السلم كالاهتمام به في أيام الحرب.

  • إخلاص النية في الجهاد:

& قال العلامة العثيمين رحمه الله: ينبغي أن يوجه الجنود في عمل الجهاد إلى إخلاص النية قبل كل شيء, قبل أن يقاتلوا لأجل الوطن...نقول انووا في الدفاع عن الوطن أنكم تدافعون عن الإسلام في وطنكم, أو عن وطنكم لأنه وطن إسلامي, أما الدفاع من أجل الوطنية فهذه عصبية

& قال الإمام النووي رحمه الله: إنما نهي عن تمنى لقاء العدو لما فيه من صورة الإعجاب والاتكال على النفس, والوثوق بالقوة, وهو نوع بغي, وقد ضمن الله تعالى لمن بُغي عليه أن ينصره, ولأنه يتضمن قلة الاهتمام بالعدو, واحتقاره, وهذا يخالف الاحتياط والحزم. 

  • الجهاد يجلب محبة الله جل وعلا للعبد:                       

& قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين رحمه الله: أعمال تجلب محبة الله جل جلاله للعبد:...الجهاد في سبيل الله.

& قال أبو الدرداء رضي الله عنه: من صام يومًا في سبيل الله, كان بينه وبين النار خندق كما بين السماء والأرض.  

  • متى يكون الجهاد فرض عين:

& قال العلامة العثيمين رحمه الله: ذكر العلماء رحمهم الله أنه يكون فرض عين في أمور أربعة: 1- إذا حاصر بلده العدو. 2- إذا حضر صف القتال.

3-إذا استفزه الإمام 4- إذا احتيج إليه.

  • انفاق الأموال على الجهاد

& عن حنش بن علي الصنعاني قال: سمعت ابن عباس يقول في قوله تعالى: {﴿ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُم بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ سِرّٗا وَعَلَانِيَة﴾ } [البقرة:274] قال: على الخيل في سبيل الله.

  • جهاد النافلة مع كراهة الوالدين أو أحدهما:

& عن عبيدالله بن أبي يزيد قال: سألت عبيد بن عمير رحمهما الله: هل يغزو الرجل وأبواه كارهان ذلك, أو أحدهما؟ قال: لا.

  • تحديث النفس بالجهاد:

& قال العلامة العثيمين رحمه الله: يجب على المسلم أن يغزو, فإن لم يفعل فليُحدث نفسه بالغزو إذا قام ساق الجهاد, وتحديث النفس أي: يقول في نفسه: لئن قام الجهاد لأجاهدن.

                      كتبه / فهد  بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ