ومَن يستعفف يعفَّهُ الله ومَن يستغنِ يغنِهِ الله
إذا استطاع الإنسان أن يلتزم بأوامر الله في الكسب من الحلال. وأن لا يطمع بما لم يقسم له، راضيًا بما قسم الله له.....
إذا استطاع الإنسان أن يلتزم بأوامر الله في الكسب من الحلال.
وأن لا يطمع بما لم يقسم له، راضيًا بما قسم الله له.
وأن لا تمتد عينه لما في أيدي الناس ولا يطمع فيه.
فعندئذٍ يكون غني النفس قانعًا.
ولا بد للإنسان حتى يكون كذلك من إرادة قوية تضبطه ضمن هذه المعاني.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: « أن ناسًا من الأنصار، سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفد ما عنده، فقال: «ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر»» [1].
وواضح من قوله صلى الله عليه وسلم: «ومن يستعفف» «ومن يستغن» «ومن يتصبر» أنه لا بد للإرادة من أن تأخذ دورها، فتعزم على الاستعفاف والاستغناء والصبر، فإذا كانت الإرادة من الإنسان أعانه الله على الوصول إلى مراده من العفة..
وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه، قال: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: «يا حكيم، إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس[2] بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، اليد العليا خير من اليد السفلى» »[3].
قال حكيم: فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، لا أرزأ أحدًا بعدك شيئًا، حتى أفارق الدنيا.
وقد وفى بما التزم رضي الله عنه.
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« «من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس، لم تسد فاقته، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله، فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل» »[4].
[1] متفق عليه (خ 1469، م 1053).
[2] أي بطيب نفس من المعطي، وكان عطاؤه ابتداء بغير طلب من الآخذ، ولا استشراف نفس منه.
[3] متفق عليه (خ 1472، م 1035).
[4] أخرجه أبو داود والترمذي واللفظ له (د 1645، ت 2326).
صالح بن أحمد الشامي
عالم إسلامي مهتم بالحديث النبوي وله مؤلفات أصلية في الباب
- التصنيف:
- المصدر: