شرح دعاء: اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع

منذ 2024-10-28

شرح دعاء "اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وعمل لا يرفع، وقلب لا يخشع، وقول لا يسمع"

 

 

 «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ، وَعَمَلٍ لاَ يُرْفَعُ، وَقَلَبٍ لاَ يَخْشَعُ، وَقَولٍ لاَ يُسْمَعُ»([1]).

هذا الدعاء المبارك فيه استعاذة من أربعة مطالب مهمة:

1- علم لا ينفع.

2- وعمل لا يُرفع،

3- وقلب لا يخشع،

4- وقول لا يُسمع.

وقد تقدم شرح بعض معاني هذا الدعاء، مثل: (علم لا ينفع)، و(قلب لا يخشع)، فارجع إليها غير مأمور.

قوله: (عمل لا يُرفع): أي لا يصعد إلى اللَّه تبارك وتعالى، وكونه لا يصعد أي لا يُقبل؛ لفقدانه، شروط القبول، والإجابة والتي أعظمها:

أ‌- الإخلاص.

ب‌- المتابعة.

فهو تعالى يصعد إليه العمل الصالح، قال اللَّه تعالى: " {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُه} " ([2]).

قوله: (وقولٍ لا يُسمع): القول يشمل: الذِّكْر، والدعاء، وقوله: (لا يُسمع): أي لا يُستجاب، ولا يُقبل، فحُكمه حكم عدم السماع؛ لأنه تعالى هو السميع، الذي وسع سمعه [ما في] السموات و[وما في] الأرض، فكونه لا يَسمعه تعالى أي لا يقبله؛ لأنه فَقَدَ شروط الإجابة والقبول كما سبق.

وتضمّنت هذه الاستعاذات الأربع إلى ضدِّها، بالتوفيق إلى علمٍ نافعٍ، وعملٍ صالحٍ مقبولٍ يُرفع إلى اللَّه تبارك وتعالى، وقلب خاشع للذكر والموعظة، وقولٍ مقبولٍ مستجاب مسموع.

([1]) أخرجه ابن حبان، 1/ 283، برقم 83، وأبو يعلى، 5/ 232، وأحمد، 20/ 308، برقم 13003، وابن أبي شيبة، 10/ 187، وصححه الألباني في التعليقات الحسان، برقم 83، وفي كتاب العلم لأبي خيثمة، ص 64.

([2]) سورة فاطر، الآية: 10.