كيف تؤثر الصلاة في حياتنا

منذ 21 ساعة

ما أعظم الصلاة وأثرها! الله جل جلاله أخبر عن أثر الصلاة، وأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، فهل نهتنا صلاتنا عن الفحشاء والمنكر؟ ليتأمل كل واحد منا صلاته.

عباد الله، لما أمر الله جل جلاله نبيه وعبده محمدًا صلى الله عليه وسلم بالصدع بالدعوة، امتثل وتحمل على عاتقه حملًا أثقل من الجبل، لقي من قومه صنوف الأذى، فكم تهَجَّم عليه الكفار من صاحب عقل وخبل، وارتكب في حق المصطفى أمرًا جللًا، فضاق صدر المصطفى عليه الصلاة والسلام مما حصل، فهو بشر من البشر.

 

ولكن ربنا جل جلاله لا يتخلَّى عن أوليائه: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 97 - 99].

 

أمره الله جل جلاله بالعناية بالعبادة وعلى رأسها الصلاة؛ لأنها الصلة بين العبد وربِّه، فاستجاب النبي صلى الله عليه وسلم وامتثل، فإنْ حَزَبَه أمْرٌ فزع إلى الصلاة، بل جعلت قرة عينه في الصلاة، وهذا دأب المرسلين ومن صار على نهجهم.

 

فإبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام يدعو ربَّه أن يكون وذريته من أهل الصلاة {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} [إبراهيم: 40]، وأول خطاب للكليم موسى عليه الصلاة والسلام {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 13، 14].

 

وأول نطق لعيسى عليه الصلاة والسلام {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} [مريم: 30 - 32].

 

وإسماعيل عليه الصلاة والسلام {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم: 55].

 

والنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أُمِر وأمَّتُه بإقامتها {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132].

 

ما أعظم الصلاة وأثرها! الله جل جلاله أخبر عن أثر الصلاة، وأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، فهل نهتنا صلاتنا عن الفحشاء والمنكر؟ ليتأمل كل واحد منا صلاته.

 

قال ربي جل جلاله: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45].

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا عرفنا منزلة الصلاة في ديننا، فهي ثاني الأركان بعد الشهادتين، فلها في الدين المكانة العظمى والأهمية الكبرى، هي عمود الدين، وهي العهد بين الإسلام والكفر، من حفظها حفظه الله، ومن ضيَّعها فهو لما سواها أضيع.

 

أول ما يُحاسَب عليه العبد في آخرته وآخر ما يفقد المرء من دينه أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة.

 

الحرص على إكمالها بالمستحبات وقبل ذلك الواجبات مستصحبًا روحها ولُبَّها، وهو الخشوع الذي هو دلالة الفلاح بأمر الله جل جلاله {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 1، 2].

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا عرفنا الوقت والظرف الذي شرعت فيه الصلوات الخمس، لقد كان المصطفى عليه الصلاة والسلام حريصًا على بلاغ الدين للناس حتى انغلقت عليه أبواب مكة، فخرج إلى الطائف يدعو قومها فردوه، فضاقت الدنيا على حبيبنا صلى الله عليه وسلم، فمشى الأميال لا يدري عن نفسه حتى أتاه ملك الجبال مؤتمرًا بأمر الله جل وعلا، يقول: إن أردت أن أُطْبِق عليهم الأخشبين، فيقول المصطفى الرحيم بهذه الأمة: «لا لعلَّ الله أن يستخرج من أصلابهم من يعبد الله».

 

فيصد أهل مكة النبي ودعوته، ويصد أهل الطائف المصطفى عليه الصلاة والسلام ودعوته، ثم يعود المصطفى عليه الصلاة والسلام إلى مكة ولكنها عودة الخائف، فمحمد صلى الله عليه وسلم هو ابن عبد المطلب، وابن الأسرة المالكة في مكة لا يستطيع الجلوس في مكة إلا في جوار المطعم بن عدي، فلا يستطيع المصطفى أن يأمن على نفسه حتى يؤمنه رجل من كفار قريش، يا الله ما أصعبها على كريم من الكرام! هنا تأتي الصلاة فيؤمر النبي صلى الله عليه وسلم بصحبة جبريل عليه السلام {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1].

 

فيتوجه النبي صلى الله عليه وسلم مع جبريل بالبراق إلى بيت المقدس، فيصلي بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ثم تنخرم نواميس الكون، فيصعد سيد البشر إلى السماء فيلتقي بأنبياء الله ورسله، في كل سماء يلقى نبيًّا من الأنبياء حتى يصل إلى سدرة المنتهى بصحبة جبريل، كلما استفتحوا سماء سأله أهلها عن مرافقه فيقول: هذا محمد، فيسألون: أبُعِث؟ ثم يمشي المصطفى عليه الصلاة السلام، وفي لحظة يتوقف جبريل عن مصاحبته، ويكون كالحلس البالي من خشية الله تبارك وتعالى، فيتقدم المصطفى في مكان لم يصله أحد من الخلق، فيخاطبه الله جل جلاله مباشرة دون واسطة ولا ترجمان بالصلوات الخمس؛ لتعرفوا عظمتها، فيشرعها الله عز وجل أول ما شرعها خمسين صلاةً، ثم خُفِّفت إلى خمس صلوات، فيقول ربنا: أتممت فريضتي خمس في الأداء خمسون في الأجر.

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا ذكرنا أنها فريضة السماء فرضها الله جل وعلا في السماء وفرضها أول ما فرضها خمسين؛ لعظيم حاجتنا إليها، فالله غني عن كل أحد.

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا علمنا أن صلاتنا هي سبيل قوتنا، وخلاص همومنا وغمومنا؛ لأن الصلاة هي الصلة بين العبد وربه، وأي عاقل الذي يقطع صلته بربِّه جل وعلا؛ ولذا كانت الصلاة هي السكينة والسلوان والسبيل للتخلص والتخفف من مشاغل الحياة.

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا استشعرنا حفاوة الله بها وبأهلها، هي فريضة السماء، فرضها الله على رسوله بلا واسطة، ولأهمية أدائها في الوقت جماعة من المسلمين أُمِر جبريل أن ينزل في يومين متواليين على نبينا عليه الصلاة والسلام، فيصلي معه في أول الوقت في اليوم الأول، وفي آخرها في اليوم الثاني، ثم يقول: يا محمد، الوقت بين هذين الوقتين {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: 103]، فمن أخَّر الصلاة، ألا يعلم أن الله شرعها وأنزل جبريل من السماء ليعلم محمدًا عليه الصلاة والسلام وقتها.

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا علمنا أن الله جل جلاله فرضها في بيته فالمساجد بيوت الله جل وعلا {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18].

 

وما أمر الله بها في بيته إلا ليكرم أهلها، فهل استشعرت ذلك أخي المصلي، قال عليه الصلاة والسلام: «من غدا إلى المسجد أو راح أعَدَّ الله له نُزُلًا كلما غدا أو راح»، هل استشعرت يا أخي أنك بخطواتك لبيت الله تبارك وتعالى أن الجنة تتزيَّن لك؟

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا كانت هي أولى اهتماماتنا، فنهتم بها، ونفرغ أنفسنا في أوقاتها، ولنجعل هموم الدنيا وأشغالها تُزاحِم إقامة صلاتنا، فكلما حاولت التركيز في الصلاة، واستشعرت أن الله يخاطبك ويناجيك، وأن فيها مفاتيح الخير في الدنيا والآخرة ألم تسمعوا: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 1] فلاحًا مطلقًا في الدنيا وفي الآخرة.

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا حاولنا التركيز في دلالات هيئاتها والأذكار المشروعة فيها، وحُسْن الاستعداد لها، فهنا سيأتيك من بركاتها ما لا يخطر لك ببالٍ، فتزين لها بحسن اللباس والطيب والنظافة، واعمل بقول الله: {يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31].

 

يا أخي، هل تعلم بين يدي من تقف؟ أحسن وقوفك بين يدي الله، فمن أحسن الوقوف بين يدي الله في الصلاة حسن وقوفه بين يدي الله يوم القيامة، ومن ضيَّعها فهو لما سواها أضيع، فلعل كلام رسولنا عليه الصلاة والسلام يجعل في قلوبنا رجوعًا إلى الحق، حتى نفوز مع من فاز، اللهم اجعلني وإخواني من الفائزين، «إِنَّ الْعَبْدَ لَيُصَلِّي الصَّلَاةَ مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْهَا، إِلَّا عُشْرُهَا، تُسْعُهَا، ثُمُنُهَا، سُبُعُهَا، سُدُسُهَا، خُمُسُهَا، رُبُعُهَا، ثُلُثُهَا، نِصْفُهَا».

 

ومن الناس عياذًا بالله من تكب في وجهه، فلا يكتب له منها شيء؛ ولذا أمرك المصطفى عليه الصلاة والسلام بالسكينة في الذَّهاب إليها، فيا أخي، لا تزاحم الصلاة بشيء، اقطع صلاتك بالخلائق جميعًا، فأنت متَّصِل بربِّك جل وعلا، وما سميت الصلاةُ صلاةً، إلا لأنها صلة بين العبد وخالقه، واعمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا أقيمت الصلاة فامشوا وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلُّوا وما فاتكم فأتمُّوا».

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا استثمرنا كل شيء فيها، فالمؤذن يؤذن ومتابعة الأذان والذكر بعد الأذان فيه مغفرة الذنوب، وسؤال الوسيلة للمصطفى صلى الله عليه وسلم بها تحل شفاعة المصطفى للعبد.

 

ثم بعد ذلك وقت لإجابة الدعاء، فأين أصحاب الحاجات؟

استثمر كل شيء فيها، فمتابعة الأذان واحتساب الخطوات، فكل خطوة ترفعك درجةً، وتحطُّ عنك خطيئةً، واستشعار فضل الوضوء وإسباغه والعناية به، فهو سبيل مغفرة الذنوب، فالذنوب تخرج مع آخر قطر ماء بكل عضو تغسله، فإذا أتمَمْتَ صلاتك وشهدت الشهادتين، فُتِحت لك أبوابُ الجنة الثمانية، واستشعار استغفار الملائكة للداخل من أبواب المساجد، فالملائكة موكلة بالعبد إذا دخل بيت الله جل وعلا أن تستغفر له اللهم اغفر له، اللهم ارحمه حتى يخرج أو يحدث.

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا علمنا أن الله جل وعلا في صلاتنا قِبَل وجهنا، وأن الله يرد علينا كلامنا، اسمع لهذا الحديث العظيم، واستشعره بقلبك، علَّ الله أن يحيي قلبي وقلبك، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال، قال الله جل وعلا: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2]، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1]، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4]، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي - وَقَالَ مَرَّةً: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي - فَإِذَا قَالَ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]، قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 6، 7]، قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ.

 

الله يخاطبنا، فهل يليق بنا ونحن الضعفاء الفقراء أن ننصرف عنه وأما من ينصرف فالله ينصرف عنه عياذًا بالله.

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا تأملنا في صلاة الصالحين العارفين، فهذا إمامنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم يضرب أروع الأمثال لا سيَّما إذا صَلَّى وحده، فهو لا يُراعي أحدًا.

 

يروى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ، فَمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، فَقَالَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى، فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ. قَالَ: وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ مِنَ الزِّيَادَةِ، فَقَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ.

 

تؤثر الصلاة في حياتنا إذا قررنا، وأمعنَّا النظر في فضائل الصلاة والركوع والسجود والخطوات إلى المسجد، واستشعرنا فضلها، وعزمنا على العمل بمقتضاها، ألا تعلم أنه من حضر الصلاة مع الإمام فقرأ الإمام الفاتحة فأمَّن، فوافق تأمينه تأمين الملائكة، غفر له ما تقدَّم من ذنبه.

 

فأدِم القراءة في فضائلها، واجعل هذا همَّك الأول.

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا تعلمنا معاني أذكار الصلاة ونوَّعنا في السنن المتنوعة التي جاءت بطرق مختلفة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا علمنا أن سبيل فلاحنا في دنيانا وأُخْرنا في صلاتنا، فرفعنا أكُفَّ الضراعة لربنا جل وعلا أن يصلح شأن صلاتنا.

 

فمن صلحت صلاته، صلح سائر عمله، وكملوا صلاتكم بالنوافل، واعلموا أن للصلاة أثرًا، فمن لم يجد أثرًا لصلاته فليراجع صلاته {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45].

_________________________________________________

الكاتب: الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني