(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)
"موالاةُ المؤمن للمؤمنين جميعا أيا كان مكانهم، من أعظم مُحكمات الإسلام".
موالاةُ المؤمن للمؤمنين جميعا أيا كان مكانهم، من أعظم مُحكمات الإسلام
والموالاةُ: الحُب والنُصرة، والاهتمام بشأنهم، والفرح بما يُصيبهم من خير، والحزن لما يُصيبهم من شر، وإعانتُهم بالدعاء وما يُمكن من دعم، تلك أمورٌ لا ينبغي أن تحتاج تنبيهًا، بل يجب أن يجدها المؤمن الصادق في قلبه تلقائيا، ويظهرُ أثرُها على جوارحه: على لسانه وعينيه، ويتحرك لها.
والمؤمنون جسدٌ واحد، ومن لُطف الله بعباده في المصائب الكبرى النازلة بأُمّة من المسلمين سواء في فلسطين أو سوريا أو تركيا أو الصين أو مصر أو أوروبا أو الصومال أو بورما أو غيرها، أن تجد المؤمنين الصادقين مجتمعين على الموالاة يتجهون بقلوبهم تلقائيا للاهتمام بأمر إخوانهم ورجاء الخير لهم والدعاء لهم والحرص على مساعدتهم.
كلُّ هذا يفعلونه دون تنبيه، ويبذلون ما يستطيعون ثم يرون أنفسهم مُقصرين غاية التقصير، ولا يهنؤون بطعام أو شراب أو راحة وهم يرون إخوانهم في بلاء، يودُّون التخفيف عنهم بأي وسيلة
ولا تعجب وأنت في شدة حرارة تلك المواقف أن تجد أُناسًا من جلدتنا حمقى سفهاء قد حازوا من البرود ما يحول بينهم وبين أن يشعروا بإخوانهم فضلا عن أن يبذلوا لهم شيئا، بل ربما اتخذوا تلك الأمور بسخرية ونُكت، أو استغلّوها لتحقيق مصلحة شخصية، أو تجاهلوها تماما، وودُّوا لو تمُرّ سريعا أو تُنسى، لا يُريدون ما يُعكر صفوهم.. ولو برؤية منشورات وصور!
وأولئك لو نُوزع أحدُهم شيئا من رفاهيته لحارَب دونه، وهم أشد الناس سخطًا إذا نزل بهم بلاءٌ لكنهم لا يكترثون أبدا لما يُصيبُ إخوانهم.
فلا تبتئس بما كانوا يعملون...ولا ترجُ من أولئك خيرا في مثل تلك النوازل، تدري لماذا؟ لأنهم أمواتٌ غيرُ أحياء!
فاحمدِ الله أنت على حياة قلبك، وسل الله العافية لك وللمؤمنين والمؤمنات
اللهم نج المؤمنين والمؤمنات وأنت أرحم الراحمين
ولا تجعلنا ظهيرا للمجرمين
- التصنيف: