أجر سنة صيامها وقيامها.....لمن؟
قال رسولَ الله ﷺ: «من غَسَّلَ يوم الجمعة واغتسل، ثم بَكَّر وابْتَكَرَ، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام، فاستمعَ ولم يَلْغُ؛ كان له بكل خُطْوةٍ عملُ سَنَةٍ أجْرُ صيامها وقيامها»
حديث أوْسِ بن أوْسٍ الثَّقَفِي قال: سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول:
«من غَسَّلَ يوم الجمعة واغتسل، ثم بَكَّر وابْتَكَرَ، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام، فاستمعَ ولم يَلْغُ؛ كان له بكل خُطْوةٍ عملُ سَنَةٍ أجْرُ صيامها وقيامها». (1).
ظاهر الحديث والله أعلم:
حصول هذا الثواب لكل ماش إلى الجمعة قبل صعود الإمام المنبر
لكنهم يتفاوتون في درجة هذا الثواب.
وقول بعضهم بفوات هذا الأجر ( أجر سنة صيامها وقيامها)
بالتقصير في كمال وصف من الأوصاف المذكورة لا يدل عليه هذا الظاهر.
فإن العادة في نصوص الوحي
ترتيب الوعد المطلق وهو الكمال المطلق في الأجر على الكمال المطلق في الفعل
ثم يحصل مطلق الوعد بقدره على من أتى بمطلق العمل.
(فالتبكير درجات وصفة الغسل درجات والدنو من الإمام درجات والأنصات بل والمشي....)
ولكن الجميع يحصلون مطلق الأجر الموعود في الحديث
لكن أجر سنة يتفاوت بحسب كمال العمل.
وهذا يبين شدة التضييق على من فهم أن التبكير بعد الفجر
فيشق على نفسه بسرعة التغسيل والاغتسال (على حسب ما اختاره من أقوال العلماء في معنى غسل واغتسل)
ويزاحم على الدنو من الإمام.
كأنما لا يقع هذا الفضل إلا لأعداد معدودة.
وهذا الفهم للحديث هو ما ذكره ابن القيم في قوله في زاد المعاد عند ذكر خصائص الجمعة
السَّابِعَةَ عَشْرَةَ: أَنَّ لِلْمَاشِي إِلَى الْجُمُعَةِ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَجْرَ سَنَةٍ صِيَامَهَا وَقِيَامَهَا، ثم ذكر الحديث.
وقد يقول قائل هذا يزهد في التبكير
قلت بل الفهم الآخر هو الذي يزهد عامة الناس في تحصيله إذ هذا الكمال عزيز.
لكن لو فهموا أن كل من بكر نوع تبكير حصل مطلق الأجر العظيم لاجتهدوا كل بحسبه.
_____________________________________________________
(1) (قال الألباني رحمه الله :إسناده صحيح. وأخرجه ابن خزيمة وابن حبان (٢٧٧٠) في «صحيحيهما») ، وقال الحاكم: (إسناده صحيح على شرط الشيخين»! ووافقه الذهبي! وقال الترمذي: «حديث حسن»، ووافقه النووي).
عبد الله بلقاسم الشهري
دكتوراه في الفقه والتربية. إمام وخطيب جامع النماص بأبها سابقا.
- التصنيف: