صدقات غفل عنها الكثير من الناس

منذ 2024-11-21

قَالَ ﷺ: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالمعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى»

روى مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالمعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى»[1].

 

معاني المفردات:

سُلَامَى: أي مَفْصِل.

 

فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ: أي قول: «سبحان الله» يعدل صدقة.

 

وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ: أي قول: «الحمد لله» يعدل صدقة.

 

وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ: أي قول: «لا إله إلا الله» يعدل صدقة.

 

وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ: أي قول: «الله أكبر» يعدل صدقة.

 

وَأَمْرٌ بِالمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ: أي الأمر بالمعروف يعدل صدقة، والمعروف اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه.

 

وَنَهْيٌ عَنِ المنْكَرِ صَدَقَةٌ: أي النهي عن المنكر يعدل صدقة، والمنكر اسم جامع لكل ما يبغضه الله.

 

وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى: أي يكفي من هذه الصدقات عن هذه الأعضاء ركعتا الضحى، فإن الصلاة عمل لجميع أعضاء الجسد.

 

والمُراد الإخبار بأنه يجب على كل مَفْصِل من مفاصل الإنسان صدقة كلَّ صباح، ولا يشترط أن تكون الصدقة من المال بل يجزئ عنها ما ذُكر في هذا الحديث.

 

روى مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنهما، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّهُ خُلِقَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَنِي آدَمَ عَلَى سِتِّينَ وَثَلَاثِمِائَةِ مَفْصِلٍ، فَمَنْ كَبَّرَ اللهَ، وَحَمِدَ اللهَ، وَهَلَّلَ اللهَ، وَسَبَّحَ اللهَ، وَاسْتَغْفَرَ اللهَ، وَعَزَلَ حَجَرًا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ شَوْكَةً أَوْ عَظْمًا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، وَأَمَرَ بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهَى عَنْ مُنْكَرٍ، عَدَدَ تِلْكَ السِّتِّينَ وَالثَّلَاثِمِائَةِ السُّلَامَى، فَإِنَّهُ يَمْشِي يَوْمَئِذٍ وَقَدْ زَحْزَحَ نَفْسَهُ عَنِ النَّارِ»[2].

 

معاني المفردات:

وَعَزَلَ حَجَرًا: أي أبعد، ونحَّى.

 

عَدَدَ تِلْكَ السِّتِّينَ وَالثَّلَاثِمِائَةِ: أي من فعل الخيرات المذكورة ونحوها عددَ تلك الستينوَالثَّلَاثِمِائَةِ.

 

يَمْشِي يوْمَئِذٍ: أي وقت إذ فعل ذلك.

 

زَحْزَحَ نَفْسَهُ: أي أبعدها.

 

روى البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعُونَ خَصْلَةً أَعْلَاهُنَّ مَنِيحَةُ العَنْزِ، مَا مِنْ عَامِلٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا رَجَاءَ ثَوَابِهَا، وَتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِهَا الجَنَّةَ»[3].

 

معاني المفردات:

أَرْبَعُونَ خَصْلَةً: أي صفة، ومعلوم أنه صلى الله عليه وسلم كان عالما بالأربعين المذكورة، وإنما لم يذكرها لمعنى هو أنفع لنا من ذكرها، وذلك خشية أن يكون التعيين لها مزهِّدا في غيرها من أبواب البر.

 

مَنِيحَةُ العَنْزِ: أي ما يُعطى من العنز؛ لينتفع بلبنها، ثم تُرد.

 

وَتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا: أي مصدِّقا بما وعد الله تعالى عليها من الأجر.

 

ما يستفاد من الأحاديث:

1- يجب على كل إنسان أن يؤديَ عن كل مفصل من مفاصله صدقة، ويجزئ عنها ما ذُكر في هذا الحديث.

 

2- كمال شرف صلاة الضحى؛ لأنها تكفي من هذه الصدقات عن هذه المفاصل.

 

3- شرط حصول الثواب على الطاعة أن يرجو العامل بها الثواب من الله عز وجل.

 


[1] صحيح: رواه مسلم (720).

[2] صحيح: رواه مسلم (1007).

[3] صحيح: رواه مسلم (1007).

_________________________________________________
الكاتب: د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني