البرادعي.. بين نساء التحرير ونساء البوسنة

منذ 2012-02-18

من جديد يظهر الدكتور محمد البرادعي على الساحة ولكنها ليست ساحة تويتر هذه المرة، فالمدير السابق للوكالة الذرية وقف في برلين وسلم بنفسه المخرجة أنجلينا جولي جائزة أفضل فيلم ...


من جديد يظهر الدكتور محمد البرادعي على الساحة ولكنها ليست ساحة تويتر هذه المرة، فالمدير السابق للوكالة الذرية وقف في برلين وسلم بنفسه المخرجة أنجلينا جولي جائزة أفضل فيلم بمهرجان "السينما من أجل السلام"، وذلك عن فيلمها "في أرض الدماء و العسل".

يحكي الفيلم ببساطة قصة حب بين فتاة من مسلمي البوسنة وجندي مسيحي في جيش الصرب. وبينما تغرق الفتاة المسلمة مع عشيقها (سجانها) في الجنس، تتعرض أخواتها المسلمات للاغتصاب.


وهكذا يحصل الفيلم على جائزة ضمن مهرجان "السينما من أجل السلام" التي ترأس لجنة تحكيمها الدكتور البرادعي، لتدرك صديقي القارئ أن العلاقة الجنسية بين المسلمة والمسيحي بإمكانها أن تكون سبيلا رائعا إلى السلام.

كثيرا ما اتهم الليبراليون الإسلاميين بالهوس بالجنس لإصرارهم على الحجاب وحظر البكيني، لكنني لا أجد تفسيرا للهوس الليبرالي بالعلاقة بين المرأة المسلمة والرجل المسيحي وليس العكس مثلا، ويمكننا أن نسترشد على سبيل المثال بدعوة النائب الليبرالي عمرو حمزاوي منذ أشهر إلى ما يسمى بالزواج المدني بين المسلمات والمسيحيين.


لكن الطامة الكبرى ربما تكمن في قضية العرض التي صدعنا بها الدكتور البرادعي تعليقا على سحل فتاة وتعريتها في التحرير، فحديث البرادعي عن هتك الأعراض وقتها لا يتسق بحال مع سعادته بفيلم لا يبالي باغتصاب آلاف المسلمات ويرى في علاقة جنسية بين مسلمة أسيرة وسجانها بادرة أمل في تحقيق السلام.

صحيح أن اسم الفيلم "في أرض الدماء و العسل"، لكنني لا أرى سوى فيلما آخر يخرجه الدكتور البرادعي بعنوان: أرض النفاق، فلا أدري كيف يرضى الدكتور البرادعي بتناول قضية اغتصاب نساء البوسنة في هذا السياق التافه والمضلل، بينما يناضل الدبلوماسي السبعيني في سبيل إدانة المجلس العسكري بتعرية النساء؟ كيف يصر البرادعي على استكمال الثورة واستنكار الاحتفال بها بينما يقبل برئاسة لجنة تحكيم بمهرجان للأفلام؟!


لقد طبع البرادعي قبلة على خد أنجلينا جولي كانت بمثابة التكريم من رجل دبلوماسي كبير لممثلة ومخرجة استطاعت أن تحل أزمة اغتصاب المسلمات بعلاقة جنسية.

ومن يدري؟ ربما يستطيع الدكتور البرادعي إقناع السوريات بأن السبيل لصنع السلام ووقف نزيف الدم في سوريا هو الوقوع في غرام شبيحة الأسد الذين يغتصبونهن تحت سمع وبصر المجتمع الدولي الذي يعشقه البرادعي ويثق به.
البرادعي قادر كذلك على مداواة جراح العراقيين بفيلم يتناول وقوع إحدى المغتصبات العراقيات في غرام جندي مارينز أمريكي.

أنصار البرادعي لا يزالون يشككون في نية منتقديه، على الرغم من أن اتهام منتقديه بتشويهه ـ بغرض إسقاطه انتخابيا ـ لم يعد منطقيا بعد انسحاب الدبلوماسي السبعيني من سباق الرئاسة.


حسام عبد العزيز
15 فبراير 2012 م
 

المصدر: جريدة الوفد