تحريم الشرك بالله تبارك وتعالى

منذ يوم

قال رسول الله ﷺ: «ألا أُنبئكم بأكبر الكبائر؟»، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: «الإشراك بالله، وعقوق الوالدين».

قال الله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} إلى قوله: {ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الأنعام: 151].

 

وقال جلَّ جلاله وتقدَّست أسماؤه: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف:33].

 

وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ * وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162 ـ 163].

 

وقال الله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [النساء: 36].

 

وقال الله تبارك وتعالى: {قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآب} [الرعد: 36].

 

وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أُنبئكم بأكبر الكبائر؟»، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: «الإشراك بالله، وعقوق الوالدين»؛  (رواه البخاري برقم (5631)، ومسلم (143).

 

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ذَكرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر - أو سُئل عنها - فقال: «الشرك بالله، وقتْل النفس...»؛ (رواه البخاري برقم (5632)، ومسلم (144).

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجتنبوا السبع الموبقات: الإشراك بالله...»؛ (رواه البخاري برقم (2766)، ومسلم (258).

 

قال الإمام النووي: «شرح مسلم» (2/84): والموبقات: هي المهلكات؛ اهـ.

 

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معاذ، أتدري ما حق الله على عباده، وما حق العباد على الله؟»، قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «إن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وحق العباد على الله: ألا يعذب من لا يشرك به شيئًا»؛ (رواه البخاري برقم (2856)، ومسلم (142).

 

وقال هرقل لأبي سفيان رضي الله عنه بماذا يأمركم؟ قال: يقول: «اعبدوا الله وحده، ولا تشركوا به شيئًا، واتركوا ما يقول آباؤكم»؛ (رواه البخاري برقم (7)، ومسلم (1773).

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يرضى لكم ثلاثًا، ويكره لكم ثلاثًا، فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا...»؛ (رواه مسلم برقم (4578).

 

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لما نزلت: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام:82]، قلنا: يا رسول الله أيُّنا لا يظلم نفسه؟ قال: «ليس كما تقولون: » {لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}  «بشركٍ، أولم تسمعوا إلى قول لقمان لابنه؟» {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِالله إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]»؛ (رواه البخاري برقم (32)، ومسلم (124).

 

قال الإمام النووي: في «شرح مسلم» (2/.143): قال الخطابي: إنما شق عليهم؛ لأن ظاهر الظلم الافتيات بحقوق الناس، وما ظلموا به أنفسهم من ارتكاب المعاصي، فظنوا أن المراد معناه الظاهر.

 

وأصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه، ومن جعل العبادة لغير الله تعالى؛ فهو أظلم الظالمين؛ اهـ.

 

وقال ابن أبي العز: في «شرح الطحاوية» (ص88): أظلم الظلم على الإطلاق: الشرك بالله، وأعدل العدل: التوحيد؛ اهـ.

 

فصلٌ: في تحريم جعل الند والمثيل لله تبارك وتعالى:

قال الله تعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا للهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 22].

 

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: «أن تجعل لله ندًّا وهو خلقك»؛ (رواه البخاري برقم (4477)، ومسلم (253).

 

وفي رواية للبخاري: برقم (6861)، ومسلم (254): «أن تدعو لله ندًّا وهو خلقك».

 

قال الإمام ابن الجوزي: في «كشف المشكل» (1./292): النِّد: الْـمِثل، يُقَال هَذَا ند هَذَا ونديده؛ اهـ.

__________________________________________
الكاتب: فواز بن علي بن عباس السليماني