رمضـان شهـر القـرآن
"فاستعِن بالله، وسارع إلى الطاعات؛ فإن الأجر عظيم، والزمان نفيس"
قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185].
أولى آيات القرآن نزولًا كانت في رمضان، وقبل ذلك في رمضان أيضًا في ليلة القدر، نزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، والقرآن قرين الصيام في الشفاعة للعبد يوم القيامة: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربِّ، إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفِّعني فيه، يقول القرآن: ربِّ منعته النوم بالليل فشفِّعني فيه، فيشفعان»[1]، لا يخرج رمضان إلا وقد قرأت القرآن مراتٍ ومراتٍ؛ فمن السلف من كان يختم في رمضان كل ثلاث ليالٍ مرة، كان الزهري إذا دخل رمضان يتوقف عن التحديث ويقول: "إنما هو لقراءة القرآن، وإطعام الطعام".
كان للشافعي ستون ختمة في رمضان، وكان قتادة إذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ليالٍ مرة، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة مرة.
كيف أختم كل ثلاث؟
الجزء الواحد بقراءة الحَدرِ (مع مراعاة الأحكام) يستغرق عشرين دقيقة، إذًا عشر ساعات كافية لختم القرآن كله (نوزعها على ثلاثة أيام).
1- جزء بعد أذان الفجر (بين الأذان والإقامة) 20 دقيقة.
2- ثلاثة أجزاء بعد صلاة الفجر > ساعة.
3- جزءان بعد صلاة الظهر > 40 دقيقة.
4- ثلاثة أجزاء بعد صلاة العصر > ساعة.
5- جزء قبل صلاة العشاء > 20 دقيقة.
فاستعِن بالله، وسارع إلى الطاعات؛ فإن الأجر عظيم، والزمان نفيس، ولا مانع أن يفتتح ختمة تدبر في هذا الشهر، فيراجع التفسير، ويتأمل المعاني، ويستخرج الأوامر والنواهي، ويأخذ نفسه بالعمل، ولا مانع أن تطول ختمة التدبر إلى سَنة أو نحوها بشرط المداومة؛ ((ما أحب الأعمال إلى الله؟ قال: «أدومه وإن قلَّ»[2].
[1] صحيح الجامع (3882)، من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما.
[2] صحيح مسلم (782)، من حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.
- التصنيف: