ما الحكمة من الإفطار على التمر أولا؟

منذ يوم

مما لا شكَّ فيه أن هذه السنَّة النبوية لها فوائدها الصحية التي تعود بالنفع على المسلمين جميعًا

اعتاد المسلمون في شهر رمضان المبارك أن يُعمِّروا موائدهم بأنواع مِن الأطعمة والمأكولات، وتَختلف هذه الموائد مِن بلد مسلم إلى آخر بحسب طبيعة ذلك البلد وطُقوسه وتقاليده.

 

على أن كل المسلمين يتوحَّدون في القاسم المشترك الذي يَجمعُهم في هذه الموائد، وهو وجود الرطب أو التمر الذي يبدؤون به طعامهم مع صيحات: "الله أكبر" في موعد الإفطار عند أذان المغرب، وهذه سنَّة نتبعها عن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويذكر لنا الصحابي أنس رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم "كان يُفطر قبل أن يُصلي على رطبات، فإن لم تكن فتُميرات، فإن لم تكن حَسا حسوات من ماء"؛ (أخرجه الترمذي وأبو داود) .

 

فما الحكمة من الإفطار على التمر أولًا؟

مما لا شكَّ فيه أن هذه السنَّة النبوية لها فوائدها الصحية التي تعود بالنفع على المسلمين جميعًا، وهنا يؤكِّد الأطباء والعلماء على أن الصائم عندما يبدأ تناول طعامه فإن جميع أجهزة الجسم تبدأ بالعمل، خاصة المَعِدة التي تستعد لاستقبال الطعام الليِّن، والصائم في هذه الحالة يكون بحاجة إلى مواد سكرية سريعة تدفَع عنه الجوع والعطش مُباشَرةً، وهذه المواد موجودة في التمر الذي يَحتاج إلى خمس دقائق فقط لكي تمتصَّها الأمعاء، فيرتوي الجسم، ويَستعيد نشاطه، أما الصائم الذي يبدأ إفطاره بالطعام الدسم، فإنه يحتاج إلى 3 - 4 ساعات لكي تستطيع الأمعاء امتصاص المواد السكرية منه، كما أن تناول الصائم للتمر أولًا يُعطيه طاقة تمنع عنه الشعور بالضعف والتعب، وتعوِّض ما فقده أثناء النهار، وتعينه على أداء صلواته، وخاصة صلاة التراويح.

 

وتناول التمر أولًا له فوائد أخرى تتعلق بالمعدة أيضًا؛ إذ إن تناول التمر يُساعدها على عدم الشعور بالإرهاق مع دخول الطعام إليها بعد أن كانت طوال 18 ساعة في حالة خمول تام، كما أن تناول التمر يحدُّ من رغبة الصائم في الْتِهام الطعام بعجلة دون تذوُّق أو مضْغ.

 

ومن هنا تظهر الحكمة النبوية الشريفة في البدء بتناول التمر أولًا، ثم يقوم الصائم بعدها بالصلاة، وعندما ينتهي من صلاته يُمكنه معاودة الطعام دون شعور بالتخمة أو الامتلاء.

 

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين..

_____________________________
الكاتب: أ. م. د. فواز موفق ذنون