وصايا للأمهات والآباء في زمن المتغيرات
إن غرس القيم لا يتم في ساعة وعظ، بل في تراكم المواقف، وتكرار السلوك، واستدعاء المبدأ في لحظة التوجيه.
أيها الآباء، أيتها الأمهات…
في زمن تتسارع فيه المتغيرات، وتضطرب فيه المرجعيات، لم يعد بالإمكان أن نكتفي بتلقين الأبناء ما يجب أن يفعلوه. إننا بحاجة إلى تربية واعية، تُغرس فيها القيم كما يُغرس البذر في الأرض، بحنان وصبر ووعيٍ بالمآلات.
وإذا سألنا: ما الذي ينبغي أن نُركّز عليه؟
فالجواب: أن نُعِدّ أبناءنا ليكونوا نماذج بشرية راشدة، قادرين على اتخاذ قراراتهم بإيمانٍ ومسؤولية، ورؤية.
وإليكم عشر قيم أساسية، أوصي بها كل مربٍّ في بيته:
1. قيمة القراءة الواعية: فالقراءة ليست ترفاً، بل هي مفتاح الفهم، وبوابة لتوسيع المدارك، وحصن يحمي أبناءنا من التبعية الذهنية.
2. الصدق: ليكن حديثنا صادقاً أمامهم، لأنهم يتعلمون من أفعالنا قبل أقوالنا.
3. الرحمة: علموهم أن القلوب الرحيمة أقوى من العقول الحادة، وأن الإنسانية لا تُقاس بالذكاء فقط.
4. العدل: درّبوهم على قول الحق، حتى وإن خالف رغباتهم، فبغير العدل تفسد النفوس والعلاقات.
5. احترام الوقت: اجعلوا التوقيت جزءاً من شخصياتهم، فكل تأخير في حياتهم هو تأخير في نضجهم.
6. الهوية والانتماء: اغرسوا فيهم الانتماء للأسرة، للمجتمع، للأمة... فالهوية الواضحة تقيهم من الذوبان في التيارات المتقلبة.
7. الإنصات والتفهم: لا تعلّموهم الكلام فقط، بل درّبوهم على الإصغاء… فالاستماع هو أساس الفهم والتراحم.
8. السعي للمعرفة لا للمظاهر: ازرعوا في نفوسهم حب الحقيقة لا حب الظهور، فالمعرفة تُبني ولا تُستعرَض.
9. الاستقلال والمسؤولية: اجعلوهم يشعرون أن لهم وزناً في اتخاذ القرار، وأن الحرية تقترن دائماً بالمسؤولية.
10. الإيمان بأن لكل إنسان كرامة: وربّوا فيهم احترام المختلف، فكراً أو مظهراً أو موقفاً، لأن احترام الإنسان فريضة لا خيار فيها.
أيها المربّون:
إن غرس القيم لا يتم في ساعة وعظ، بل في تراكم المواقف، وتكرار السلوك، واستدعاء المبدأ في لحظة التوجيه.
فلنكن نحن القيم التي نرجو أن نراها فيهم.
اليوم التاسع عشر من سلسلة غرس القيم في زمن المتغيرات
- التصنيف: