بغالبية 90%.. بشار والدستور الجديد.. إلى سلة القمامة!

منذ 2012-02-29

فضحت المشاهد التي بثها يوتيوب وفيس بوك مسرحية الاستفتاء، حيث أظهرت خلو العديد من مراكز الاستفتاء من المواطنين في عدة مدن، فيما بدا أن البعض أجبره رجال بشار على التصويت على الاستفتاء الذي بموجبه يحتفظ رئيس الدولة بصلاحيات واسعة تخوله لرفض القوانين...


يبدو أن بشار الأسد مستمر في بطشه لشعبه من جهة ومسرحيته الهزلية الخاصة بالاستفتاء على مشروع الدستور الجديد من جهة أخرى، ففي الوقت الذي يسقط العشرات من السوريين ضحية دمويته، يجري الطاغية استفتاء على الدستور من أجل إصلاحاته المزعومة لتهدئة الثورة الغاضبة ضده بل يتمادى ويعلن وزير داخليته أن أكثر من نصف الناخبين شاركوا في الاستفتاء الذي يبقي على صلاحيات واسعة للرئيس وأن نحو 90% منهم قالوا نعم ، وهي نتيجة معروفة في أي انتخابات تجريها الأنظمة القمعية.


وفضحت المشاهد التي بثها يوتيوب وفيس بوك مسرحية الاستفتاء، حيث أظهرت خلو العديد من مراكز الاستفتاء من المواطنين في عدة مدن، فيما بدا أن البعض أجبره رجال بشار على التصويت على الاستفتاء الذي بموجبه يحتفظ رئيس الدولة بصلاحيات واسعة تخوله لرفض القوانين، فيما تنص المادة 88 على أن الرئيس لا يمكن أن ينتخب لأكثر من ولايتين كل منهما من سبع سنوات، علماً أن المادة 155 توضح أن هذه المواد لا تنطبق على الرئيس الحالي إلا اعتبارا من الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يفترض أن تجري في 2014، ما يسمح لبشار نظريا بالبقاء في السلطة 16 سنة أخرى.


وفي حمص التي تشهد حربا ضروسا تشنها قوات الأسد، يتساءل عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله: "لا منزل في حمص إلاّ وفيه قتيل او جريح او مفقود او معتقل، فكيف يذهب أفراده إلى الاستفتاء؟، مشيرا إلى عدم وجود أي مراكز اقتراع حتى في الأحياء التي تشهد هدوءا نسبيا.

وعلى صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011" على موقع فيسبوك وتحت شعار "مقاطعة الاستفتاء"، كتب أحد المعارضين نظام بلا شرعية، دستور بلا شرعية، وفي الأسفل وتحت عبارة "من أجل سوريا نظيفة"، تظهر يدا تحمل صورة الاسد والدستور الجديد وتلقي بهما في سلة القمامة، فيما عبر بعض السوريين في ادلب عن مشاعرهم ضد الاستفتاء بطريقة رمزية عندما كتبوا على حاوية قمامة كلمات "صندوق الاستفتاء، 26 فبراير2012" وقاموا بإلقاء أوراق تصويت رمزية كتبوا أسماءهم عليها فيها.

وظهر الرئيس السوري بشار الأسد وهو يدلى بصوته مبتسما فى الاستفتاء على الدستور الجديد بمبنى التلفزيون قائلا إن "نظامه يحكم السيطرة على الأرض تماماً"، ولعله يقصد العشرات الذي قتلتهم قواته الأحد في قصف لمدينة حمص مما أدى إلى استشهاد 30 على الأقل، كما تتوالي الانفجارات في حي بابا عمرو، وأحياء أخرى بفعل القصف المدفعي، فضلا عن رصاص القناصة الذي يضرب هنا وهناك على كل ما يتحرك.


الاستفتاء على الدستور الجديد، وصفته الصحف البريطانية بأنه "تمثيلية كابوسية" ومحاولة لذر الرماد في عيون المجتمع الدولي ودعم ادعاءات حلفاء النظام في إيران وموسكو وبكين القائلة بحاجة الأسد إلى وقت أكبر لتنفيذ إصلاحاته المقررة، وهو الوقت الذي سيستخدمه النظام الدموي لسحق حمص ليكون مصيرها عبرة لمواقع المعارضة القوية الأخرى في سوريا فيما يتعلق بالمصير الذي عليهم توقعه إذا واصلوا معارضتهم..

فإلى متى ستظل حمص وغيرها من المدن السورية صامدة أمام القمع الذي أسقط أكثر من 8 آلاف شخصا دون تفرقة بين طفل أو امرأة أو أعزل أو مسن منذ 11 شهرا وسط تلكؤ وتواطؤ غربي واستكانة عربية وإسلامية والتحدث عن إصلاحات وهمية، ويستمر بشار في الاستهزاء بشعبه والعالم أجمع من خلال استفتاء على دستور لليس له مكان سوى سلة القمامة وليس الدستور وحده بل أيضا بشار بكل أركان نظامه الدموي وبغالبية 90%.


إيمان الشرقاوي - 5/4/1433 هـ