مرايا القرآن: عندما يقرأ القرآن قارئه

منذ يوم

عندما يبدأ القُرَّاء [للقرآن] بالشعور بحضورٍ غريبٍ خارقٍ للطبيعة وأحيانًا مخيف. وبدلاً من قراءة [القارئ] للقرآن، يبدأ القارئ بالشعور بأنَّ القرآن يقرأ القارئ!

فريدريك ماثيوسون البروفيسور المتخصص في الفلسفة وفي دراسات الأديان المقارنة، والمهتم لفترة طويلة بتلاوة ودراسة القرآن الكريم، الذي يقول: “في قراءةِ القرآنِ تأتي لحظةٌ، على سبيل المثال في الدراسة الشخصيَّة التي تُرَكّز على فهم المعنى، سواء كانت التلاوة بصوتٍ عالٍ أو القراءة بصمتٍ، عندما يبدأ القُرَّاء [للقرآن] بالشعور بحضورٍ غريبٍ خارقٍ للطبيعة وأحيانًا مخيف. وبدلاً من قراءة [القارئ] للقرآن، يبدأ القارئ بالشعور بأنَّ القرآن يقرأ القارئ! 

هذه التجربة التي خاضها وجربها وعايشها فريدريك مع قراءة القرآن الكريم، وهو غير مسلم . 

يتحدث عن مثلها جفري لانغ، حيث إنَّه مرَّ بها وجربها بنفسه، يقول: “القرآن كان يعرفني أكثر مما كنتُ أعرف نفسي…لقد كان القرآن يسبقني دومًا في تفكيري، ويزيل الحواجز التي كنتُ قد بنيتها منذ سنوات، وكان يُخاطب تساؤلاتي…كان يقرأ أفكاري…لقد قابلتُ نفسي وجهًا لوجهٍ في صفحات القرآن، وكنتُ خائفًا مما رأيتُ. كنتُ أشعر بالانقياد…[و]بدلاً من قراءة القرآن فإنَّ القارئ يشعر وكأنَّ القرآن يقرؤه”. وهكذا يتفق جفري لانغ مع فريدريك في أنَّ تلك التجربة القرآنيَّة بالفعل “تجربة عجيبة غير طبيعية”.