الصلاة سبب للرزق

منذ 9 ساعات

قال أهل التفسير: الصلاةُ جالبةٌ للرزقِ، وإيضاحُ ذلك: أنَّ العبد إذا قام بين يَدَي رَبِّه يناجيه، ويتلو كتابَه، هان عليه كلُّ ما في الدُّنيا؛ رغبةً فيما عندَ اللهِ ورَهبةً منه، فيتباعَدُ عن كلِّ ما لا يُرضي اللهَ، فيَرزُقُه اللهُ ويهديه.

لا عذر لمسلم مكلف في ترك الصلاة، بل الصلاة سبب للرزق، وقد قال سبحانه {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى} أي: لا نُكَلِّفُك -يا محمَّدُ- رِزقًا، بل نكَلِّفُك بإقامةِ الصَّلاةِ وقد تكَفَّلْنا برِزْقِك ورِزقِ جَميعِ الخَلقِ؛ فلا تَنشَغِلْ بطَلَبِ الرِّزقِ عن أداءِ الصَّلاةِ.

وعن أبي هُريرةَ رَضِيَ الله عنه، عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «إنَّ الله تعالى يقولُ: يا ابنَ آدَمَ، تفَرَّغْ لعبادتي أملأْ صَدْرَك غِنًى، وأسُدَّ فَقْرَك، وإلَّا تفعَلْ ملأتُ يديك شُغلًا، ولم أسُدَّ فَقْرَك» (رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وابن حبان).

وعن زيدِ بنِ ثابتٍ رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم يقولُ:  «مَن كانت الدُّنيا هَمَّه، فرَّق اللَّهُ عليه أمرَه، وجَعَل فقرَه بينَ عينَيْه، ولم يأْتِهِ مِن الدُّنيا إِلَّا ما كُتِب له. ومَن كانت الآخرةُ نيَّتَه، جَمَع له أمرَه، وجَعَل غِناهُ في قلبِه، وأتَتْه الدُّنيا وهي راغمةٌ»  (رواه أحمد وابن ماجه).

قال أهل التفسير: الصلاةُ جالبةٌ للرزقِ، وقال الشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى في تفسيره: وفي قولِه تعالى {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} إشارةٌ إلى أنَّها تجلِبُ الرزقَ، وإيضاحُ ذلك: أنَّ العبد إذا قام بين يَدَي رَبِّه يناجيه، ويتلو كتابَه، هان عليه كلُّ ما في الدُّنيا؛ رغبةً فيما عندَ اللهِ ورَهبةً منه، فيتباعَدُ عن كلِّ ما لا يُرضي اللهَ، فيَرزُقُه اللهُ ويهديه. انتهى

فقولُه سبحانه {لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ} يعني: إذا أقمتَ الصلاةَ أتاك الرزقُ مِن حيثُ لا تحتسبُ.

وكان بكرُ بنُ عبدِ الله المُزَنيُّ إذا أصاب أهلَه خَصاصةٌ يقولُ: قوموا فصلُّوا، ثم يقولُ: بهذا أمَر الله رسولَه، ويتلو هذه الآيةَ

عبد الحي يوسف

رئيس قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم