من وسائل استشعار النعم
لن نستشعر النعمة حقاً، ونعظم المُنعِمَ سبحانه حتى نرى التفاصيل !
سأخبركم بتجربة مارستها مع أبنائي ووجدت أثرها:
على طاولة الطعام تناولت رغيف خبز ورفعته وحدقت فيه، فسألوني : ما خطبه ؟
قلت : كم شخصاً عمل في هذا الرغيف حتى يصل إلى أفواهنا ؟
زرعه إنسان
وسقاه آخر
وحصده غيره
وطحنه شخص مختلف
وعبأه في كيس كبير ثقيل إنسان خامس
وهذا كله في بلاد بعيدة تبعد عنا آلاف الأميال،
وحمل اﻷكياس الثقيلة إنسان
وقاد السفينة آخر
وأنزل الحمولة غيره
وعجنه شخص لا يعرفهم
وخبزه وأنضجه آخر
وكيّسَه عاملٌ في كيس صغير
ووزع اﻷكياس مندوبٌ
حتى وصل هذا الرغيف إلى مائدتنا ..
كم من يدٍ شاركت؟
وكم من مكانٍ أعان وساند؟
وكم من وسيلة نقلت؟
وكم من خبرة شاركت ؟
أقل اﻷشياء التي ننعم بها تمر بشبكة معقدة من التحويلات ..
لن نستشعر النعمة حقاً، ونعظم المُنعِمَ سبحانه حتى نرى التفاصيل !
خالد بن منصور الدريس
أستاذ مشارك قسم الحديث في قسم الدراسات الإسلامية في جامعة الملك سعود بالرياض. ومدير موقع تعليم التفكير من منظور إسلامي
- التصنيف: