تدريبُ النفسِ على الصبر

منذ 8 ساعات

دائما اقرأ عن أهل الصبر والابتلاء، ليكن لك فيهم أسوة وقدوة، حتى إذا ابتُليت تذكرتهم، فيهن عليك البلاء، صلى الله على نبينا المُعلم، لما كان يشتد عليه الأذى، كان يتذكر سيدنا موسى عليه السلام ويقول: «يَرحمُ اللهُ موسى، قد أوذيَ أكثرَ مِن ذلك فصبر..!».

تدريبُ النفسِ على الصبر من الأمور المُهمة التي يجب على كُلُّ مِنا أن يهتم بها..

أنت لا تَدري ماذا سيحدث لك، ولا تدري أي قدر قدره الله لك، فأحيانًا بعض الابتلاءات لن ينفعك فيها لا مال ولا وقوة، ولا حسب ولا نسب، ولا أي شيء!

سينفعك فقط العبادات القلبية التي اكتسبتها! كالصبر والاحتساب، والرضا، وتذكُّر الموت والآخرة...إلخ

وهذه وصيةُ سيدنا حذيفة رضي الله عنه: (تعلَّموا الصبرَ، فإنَّهُ يوشَكُ أن ينزلَ بكم البلاء!)

أنشدَ القحطاني رحمَه الله في نونيته: 
ونُعَوِّدُ الصبرَ الجميلَ نُفوسنا 

إنَّ الــرضـا بــقــضـائــهِ أوْلَــى

واثْبُت بصبرِكَ تحتَ ألويةِ الهُدى

فالـصـبـرُ أوْثــقُ عِــدَّةِ الإنــســانِ

وتذكر دائما هذه الكلمات الجميلة من نبينا الجميل صلى الله عليه وسلم: "فما يبرَحُ البلاءُ بالعَبدِ حتَّى يَترُكه يَمشي على الأرضِ ما عليه خَطيئة" 

دائما اقرأ عن أهل الصبر والابتلاء، ليكن لك فيهم أسوة وقدوة، حتى إذا ابتُليت تذكرتهم، فيهن عليك البلاء، صلى الله على نبينا المُعلم، لما كان يشتد عليه الأذى، كان يتذكر سيدنا موسى عليه السلام ويقول: «يَرحمُ اللهُ موسى، قد أوذيَ أكثرَ مِن ذلك فصبر..!».

اقرأ عن الجنة دائما، ضع نصب عينيك على قصورها وأنهارها، حالك حال المشتاق، حتى إذا أصابك الابتلاء، تذكرت كل هذا النعيم الذي سيجازيك الله به في الجنة إذا صبرت، لكأني أسمع نبينا صلى الله عليه وسلم وهو يمر على آل ياسر وهم يُعذبون فيُهوِّنُ عليهم: «صبرًا آلَ ياسِر، فإنَّ موعدكم الجنة»

وكأني أشعر ببرد هذه الكلمات والطمأنينة والسكينة التي نزلت على قلوب آل ياسر رضيَ اللهُ عَنهم.

ومِن جميل ما قيل في هذا الباب، الأبيات التي أنشدها سيدنا خُبيب بن عَدي لما اجتمع المشركون على قتله، فأنشد: 

ولستُ أُبالي حينَ أُقـتَـلُ مُـسـلـمًـا 

على أيّ جنبٍ كان في الله مَصرعي

وأختم بقوله عز وجل:

{أم حَسِبتُم أن تَدخلوا الجنَّةَ ولمَّا يأتِكُم مثلُ الذين خَلَوْا مِن قبلِكُم مَسَّتهُم البأساءُ والضَّراءُ وزُلزِلوا حتى يقولَ الرسولُ والذين آمنوا مَعهُ متى نصر الله ألا إنَّ نصرَ اللهِ قريب}