كلمة عن فضل القرآن

منذ 14 ساعة

وقد فصل الله آياتِ القرآنِ لعل الناسَ يتوبون إلى الله، ويرجعون إلى الحق، كما قال الله سبحانه: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} .

يقول ربنا تبارك وتعالى: { ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾} ، يبين الله لنا فضلَ القرآنِ الكريم، وعظيمَ أثرِه وبركتِه، فهو كلام الله، وقد أمَرَنا الله بالإقبال على كتابه، قراءةً واستماعا، وتعلما وتدبرا، وعملا وتحاكما، من أجل أن يرحمنا الله في الدنيا والآخرة، قال الله عز وجل: { ﴿هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾} ، وقال سبحانه: { ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾} ، فكل ما نحتاج إليه بينه الله في القرآن العظيم نصا أو دَلالة أو استنباطا، علمه من علمه، وجهله من جهله، قال الله عز وجل: {﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ } أي: ليتذكر أصحاب العقول بالقرآن ما ينفعهم في الدنيا والآخرة.

وقد فصل الله آياتِ القرآنِ لعل الناسَ يتوبون إلى الله، ويرجعون إلى الحق، كما قال الله سبحانه: {﴿وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾} .

فالقرآن يهدي جميع شعوب الأرض إلى الحق، في جميع الأمور الدينية والدنيوية، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، قال الله تعالى: {﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾} أي: يهدي الناسَ لأحسن الخصال في كل الأمور، فهو هداية للأفراد والأسر، والمجتمعات والدول، في جميع الأحوال.

وقد خلق الله الناس لعبادته وحده، ولم يتركهم هملا من غير كتابٍ منه يهديهم به، قال الله الحكيم الرحيم: { ﴿يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا﴾} .

فالناس من غير القرآن كالغرقى في بحرٍ عميقٍ مظلم، ومن رحمة الله بعباده أن جعل كتابه حبلا ممدودا من السماء إلى الأرض، وأمرنا بالتمسك به تمسك الغريق، فإن تمسكنا به نجونا وسعِدنا، وإن تركناه هلكْنا وخسِرنا، قال الله عز وجل: {﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا﴾} ، فيجب على كل عاقل أن يتمسك بالقرآن تمسك الغريق، فهو طريق النجاة، { ﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾} ، فالقرآن نورٌ وهدايةٌ ورحمةٌ في الدنيا والآخرة لكل من آمن به واتبعه، فيه السعادة والطمأنينة، فيه الخير والبركة، فيه الأمر بعبادة الله وحده، والأمرُ بطاعته وطاعةِ رسوله، فيه الأمرُ بالعدل ولإحسانِ، فيه الرحمةُ بالخلق، فيه الحث على صالح الأخلاق، فالقرآن الكريم هو المنقذ للبشرية من الضلال والهلاك في الدنيا والآخرة، وهو طريق الفوز بجنة الخلد.

محمد بن علي بن جميل المطري

دكتوراه في الدراسات الإسلامية وإمام وخطيب في صنعاء اليمن