تعميق معاني التسليم

منذ 8 ساعات

بقاء شيء في دين الله وشريعته لا تفهمه أو لم تستطع أن تتصوره أو يطمئن قلبك الاطمئنان الكامل به، هو نوع من الابتلاء لمعاني التسليم في قلبك.."

بقاء شيء في دين الله وشريعته لا تفهمه أو لم تستطع أن تتصوره أو يطمئن قلبك الاطمئنان الكامل به، هو نوع من الابتلاء لمعاني التسليم في قلبك، وهو ملمح أشارت إليه النصوص الدالة على وجود المتشابه في الوحي والآمرة برده إلى محكمه، ومن رحمة الله أن هذا لا يكون في أصل الدين وأساسه.

‏وما من منظومة تشريعية ينتقل إليها المرء -غير الإسلام- إلا وهو واجد فيها من الشبهات المثارة حولها والثغرات الناقصة فيها، ما لا يوصله إلى برد اليقين، ولذلك كان رفض الإسلام -هربا من هذا الشعور- هو تعميق لهذه الإشكالات أكثر من كونه حلّا لها.

ولهذا فإن تعميق معاني التسليم في القلب وسؤال الله اليقين هو من أعظم أبواب تثبيت الإيمان وذوق حلاوته، وقد جاء في الحديث الصحيح: «سلو الله اليقين والمعافاة، فإنه لم يؤت أحد بعد اليقين خيرا من المعافاة».

وقد أثنى الله في كتابه على الموقنين في أكثر من آية، بل جعلها من صفات أئمة الدين فقال سبحانه: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}.

وثبت في الحديث أن من قال: «رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولا، وجبت له الجنة».
‏وعلى هذا الحديث مدار مقامات الدين كما يقول ابن القيم.

وكما يجب على المسلم تتميم درجات اليقين في قلبه، يجب عليه الابتعاد عن كل ما يثير شكّه وينقص يقينه، ولذلك حذر الله عز وجل نبيه من التأثر بالمشككين فقال: {فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون}.

بل أرشد سبحانه إلى طريقة حل هذا الشك إن وقع في القلب، فقال: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين}، قال البيضاوي: وفيه تنبيه على أن كل من خالجته شبهة في الدين ينبغي أن يسارع إلى حلها بالرجوع إلى أهل العلم.

اللهم إنا نسألك يقينا جازماً، وقلباً راضياً، ونفسا مطمئنة.

‏ {وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم}.

________________________________

الكاتب: عبيد الظاهري