"وفعلت فعلتك التي فعلت"
التذكير بالذنب القديم، وجعله سببا في رد الحق ممن جاء به أسلوب فرعوني ذميم، {وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين}.
التذكير بالذنب القديم، وجعله سببا في رد الحق ممن جاء به أسلوب فرعوني ذميم، {وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين}.
وهذا المنطق الفرعوني يلبس به الشيطان على بعض الصالحين، ممن يغتر بنفسه حتى يظن أنه يعظ ولا يوعظ، وينصح الناس ولا ينصحونه، فإذا رأى حقا عند غيره قال: أليس هو الفاعل كذا وكذا ؟! أليس قد كنت كذا !؟
فيرد الحق، وربما نفّر الناس عن صاحبه، والله تعالى أعلم بمن هو أهدى سبيلا.
هذا العاصي لو كان مقيمًا على معصيته فلا يمنعه ذلك من نصح غيره ولو في الذنب الذي يعاقره -كما استنبط أهل العلم ذلك من قوله تعالى {كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه} - فكيف بمن ربما حسن عمله وصلحت حاله !
ورب ذنب أعقب انكسارًا وتوبة وبرًا، ورب حسنة أعقبت عجبًا وكبرًا وإثما.
وفضلوا ذنبا لذل جرّا ** على عبادة كسَتْكَ كِبرا
فالعبرة بالمآلات والعواقب، فموسى عليه السلام بعد فعله الذي عيره به فرعون صار نبيًا من أولي العزم من الرسل، وآدم عليه السلام عصى ربه فغوى {ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى}.
وقد قيل -وروي مرفوعًا ولا يصح-: من عير أخاه بذنب تاب منه لم يمت حتى يعمله.
نسأل الله تعالى أن يبصرنا بعيوبنا، وأن يقينا شر أنفسنا، وشر الهوى والشيطان، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا، إنه سميع مجيب.
_________________________________________
الكاتب: أحمد بن نجيب السويلم
- التصنيف: