﴿أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾

منذ يوم

هذه الآية ليست مجرد وعدٍ بالإجابة، بل تأسيسٌ لعقيدةٍ في الدعاء، تُصلح بها علاقة العبد بربه، وتُهذَّب بها نظرته إلى الطلب والسؤال.

هذه الآية ليست مجرد وعدٍ بالإجابة، بل تأسيسٌ لعقيدةٍ في الدعاء، تُصلح بها علاقة العبد بربه، وتُهذَّب بها نظرته إلى الطلب والسؤال.

فالإجابة هنا لا تنفكّ عن الحكمة، ولا تنفصل عن الرحمة؛ فقد تكون عطاءً عاجلًا، وقد تكون صرفَ بلاء، وقد تكون ادّخارًا للآخرة.

ومن لم يُجب على الوجه الذي أراده، فقد أُجيب على الوجه الذي اختاره الله له، والله أرحم بالعبد من نفسه، وهو اللطيف الخبير. 

وحين يفقه القلب هذا المعنى، يتحرر الدعاء من القلق، ويصفو من العجلة، ويغدو عبادةَ افتقارٍ ويقين.

فما ضاع دعاءٌ خرج من قلبٍ صادق، ولا رُدّ طلبٌ أحسن العبد فيه الظن بربه، وإنما تتنوّع صور الإجابة، ويبقى الوعد حقًّا لا يتخلّف.

_____________________________________
الكاتب: طلال الحسان