إسرائيل.. هددت إيران .. وقصفت غزة!

منذ 2012-03-12

تهديدات "إسرائيلية" نارية ليل نهار بشن حرب على إيران أو مهاجمتها إذا ثبت امتلاكها لسلاح نووي، لكن يبدو أن الكيان الصهيوني أخطأ هدفه وتوجه لغزة هذه المرة لينفذ أعنف هجمات ضد القطاع منذ حرب الرصاص المصبوب التي سقط فيها مئات الشهداء عام 2008 ...


تهديدات "إسرائيلية" نارية ليل نهار بشن حرب على إيران أو مهاجمتها إذا ثبت امتلاكها لسلاح نووي، لكن يبدو أن الكيان الصهيوني أخطأ هدفه وتوجه لغزة هذه المرة لينفذ أعنف هجمات ضد القطاع منذ حرب الرصاص المصبوب التي سقط فيها مئات الشهداء عام 2008 ودمر البنية التحتية لغزة لازالت تتعافى من آثاره حتى الآن.

فخلال يومين كسرت فيهما "إسرائيل" حالة التهدئة بينها وبين فصائل المقاومة شنت قصفا عنيفا استشهد فيه نحو 18 فلسطينيا بينهم الأمين العام للجان المقاومة الشعبية زهير القيسي وعناصر من المقاومة وأصيب العشرات، تبعه وعيد من فصائل المقاومة بالانتقام معلنين أن التهدئة قد ماتت.

ويقول المراقبون إن رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو فشل خلال زيارته الأخيرة لواشنطن في الحصول على موافقة أمريكية لأي خطوة عسكرية أحادية الجانب تجاه إيران، وهو ما جعله محرجاً على الساحة الداخلية وهو الذي كان يتوعد ويهدد خلال الأشهر الماضية، ليخيل لنا أنه على وشك أن يوجه ضربة لإيران.

لكن بعد عودته ورفض واشنطن لمطلبه، توجه نتنياهو إلى تهديد آخر وبدأت حكومته في الترويج لمخاطره عبر تقارير تتحدث عن خطر صواريخ المقاومة التي من الممكن أن تتساقط على بلدات الاحتلال، لتصبح بذلك غزة بديلا مؤقتا لإيران وتستطيع حكومته استعادة ثقة المستعمرين اليهود.

لذا فمن المستبعد أن تكون "إسرائيل" تسعى لحرب كبيرة على القطاع رغم التهديدات المتصاعدة برد صارم ضد من تصفهم بمطلقي الصواريخ الفلسطينية، كان آخرها ما صدر على لسان وزير الحرب ايهود باراك الذي هدد بالضرب بكل قوة "كل من يفكر بإيذاء الإسرائيليين".

هذا التوجه أكد عليه محللون "إسرائيليون" الذين قالوا إن هذا العدوان تنفذه "إسرائيل" وفقاً لأسباب داخلية، وأخرى لها علاقة باستعراض القوة"، وأن الأمر كله لا يعدو كونه معركة مؤقتة.

لكنه هناك من رأى أن جيش الاحتلال لن يتردد في توسيع العدوان بهدف منع أي من الفصائل المقاومة من التمكن من تنظيم قواته ودعم قدراته العسكرية, حيث تحرص على توجيه ضربات, بين الحين والآخر , تستهدف القيادات والكوادر لإضعاف الفصائل تنظيمياً, ودب الرعب في نفوس المدنيين، فضلا عن توصيل رسالة للقيادة المصرية الجديدة بزعامة جماعة الإخوان المسلمين ورسم خطوط حمراء أمامها.

كما يربط خبراء مصريون بين التصعيد في غزة والتهديدات الأمنية القادمة من سيناء، بحسب الرؤية "الإسرائيلية". حيث ترى تل أبيب أن سيناء تحولت إلى مخزن خلفي للسلاح القادم إلى غزة، لكن الاحتلال لا يستطيع الاعتداء على سيناء في هذه المرحلة، وبالتالي يحاول ضرب امتداد هذا التهديد في غزة، بحد قولهم.

ويدعم هذا التوجه تصريحات نتنياهو الأخيرة بأن "إسرائيل" لا تزال في حالة تأهب لصد أي تهديد "إرهابي" قد ينطلق من سيناء، زاعما أن هذا التأهب يأتي رغم اغتيال زهير القيسي بعد اتهامه بالتخطيط لهجوم كبير على "إسرائيل" من شبه جزيرة سيناء، لذا فقد أمر بإغلاق الطريق على الحدود مع مصر.

ويحذر محللون من عواقب هذا التصعيد على الكيان الصهيوني، ف"إسرائيل" غير معنية بشن عدوان واسع على القطاع لأنه "من المفترض ألا تريد صرف الأنظار عن الوضع في سوريا وعن الملف الإيراني النووي"، فضلا عن أن التغيير الحاصل في دول الربيع العربي الذي قد يؤثر على قرار "إسرائيل" بشن عدوان على القطاع في هذه المرحلة.

وأخيرا قد يكون من شأن هذا العدوان التغطية على ما يحدث في القدس المحتلة من تهويد مستمر واستعداد لهدم المسجد الأقصى المبارك في ظل صمت عربي وإسلامي رسمي معتاد وتواطؤ أمريكي ودولي سواء لما يحدث في غزة أو الهجمة الصهيونية على القدس.


إيمان الشرقاوي - 18/4/1433 هـ