قول: "المفغور له فلان" أو "المرحوم فلان"

منذ 2006-12-01
السؤال: سمعت بعض الكلمات التي يرددها بعض الناس، على سبيل المثال: عندما يتوفى شخص يقول بعض الناس: "المرحوم فلان"، وإذا كان ذا منصب كبير قالوا: "المغفور له فلان" فهل هم اطلعوا على اللوح المحفوظ وعرفوا أن فلاناً مغفور له وفلاناً مرحوم؟ فما هو موقف الإسلام من هذه الكلمات؟ وقد قال تعالى في كتابه العزيز: {وَإِذَ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ}، أفتوني.
الإجابة: ثبوت مغفرة الله لشخص أو رحمته سبحانه إياه بعد موته من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله تعالى ثم من أعلمه الله بذلك من ملائكته ورسله وأنبيائه، فإخبار شخص غير هؤلاء عن ميت بأن الله قد غفر له أو رحمه لا يجوز إلا من ورد فيه نص عن المعصوم صلى الله عليه وسلم، وبدون ذلك يكون رجماً بالغيب، وقد قال الله تعالى: {قُل لا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ} [النمل: 65]، وقال: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً، إِلا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ} [الجن: 26-27].

ولكن يُرجى للمسلم المغفرة والرحمة ودخول الجنة فضلاً من الله ورحمة، ويدعى له بالمغفرة والرحمة بدلاً من الإخبار عنه بأنه مرحوم مغفور له، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء:48 و116]، وفي [صحيح البخاري] عن خارجة بن يزيد بن ثابت: "أن أم العلاء -امرأة من الأنصار بايعت النبي صلى الله عليه وسلم- أخبرته أنه اقتسم المهاجرون قرعة فطار لنا عثمان بن مظعون فأنزلناه في بيوتنا فوجع وجعه الذي توفي فيه فلما توفي وغسل وكفّن في أثوابه دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما يدريك أن الله أكرمه؟" فقلت: بأبي أنت يا رسول الله، فمن يكرمه الله؟ فقال: "أما هو فقد جاءه اليقين، والله إني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي" قالت: فوالله لا أزكي أحداً بعدُ أبداً"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي" هذا كان قبل أن ينزل الله قوله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}} الآية [الفتح: 1-2]، وقبل أن يعلمه سبحانه أنه من أهل الجنة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد الثامن عشر (العقيدة).

اللجنة الدائمة

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء