” الحوثية ” فرقةٌ عقائديةٌ شيعيةٌ من فِرَق الزيدية انحدرت إلى أفكار الشيعة الاثنا عشرية الرافضة

منذ 2015-10-16
السؤال:

أريد نبذةً عن الحركة الحوثية التي سيطرت على صنعاء عاصمة اليمن، وما هي أصولهم الفكرية؟ 

الإجابة:

أولاً: الحوثيون شيعة ينتمون إلى الشيعة "الجارودية" نسبةً إلى أبي الجارود زياد بن المنذر الكوفي الهمذاني توفي سنة 150هـ، والجارودية من فِرَق الشيعة الزيدية. وأُسست الحركة الحوثية سنة 1990م على يد بدر الدين بن أمير الدين الحوثي من كبار علماء الشيعة الجارودية. ويسمي الحوثيون أنفسَهم بتنظيم “الشباب المؤمن”.

 

ثانياً: الأصول العقدية للحوثية هي أصول الشيعة بشكلٍ عامٍ مع اختلاف في بعض القضايا، فمن عقائدهم ما يلي:

يعتقدون أن ولاية علي رضي الله عنه ثابتةٌ بالنص الجلي الواضح والصريح من الله عز وجل إلى رسوله، ومنه إلى الأمة يوم غَدير خُم -وهو موضع بين مكة والمدينة- وقصة غَدير خُم صحيحةٌ ثابتةٌ كما قال أهل الحديث، ولكن ما يدعيه الشيعة من أن النبي صلى الله عليه وسلم عهد إلى علي رضي الله عنه بالخلافة، وأوصى له بالخلافة، محضُ افتراءٍ وكذبٍ على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 يرفض الحوثيون ولايةَ الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، ويصبون غضبهم على عمر رضي الله عنه. ويعتبرون أن الأمة المسلمة تعاني من مخالفة الخلفاء الراشدين لله ولرسوله!؟

يقول أحد منظريهم حسين بدر الدين الحوثي، وهو ابن مؤسس الحركة الحوثية: "معاوية سيئةٌ من سيئات عمر، -في اعتقادي- ليس معاوية بكله إلا سيئة من سيئات عمر بن الخطاب، وأبو بكر هو واحدة من سيئاته، عثمان واحدة من سيئاته، كل سيئةٍ في هذه الأمة، كل ظلمٍ وقع للأمة وكل معاناة وقعت الأمة فيها، المسئول عنها أبو بكر وعمر وعثمان، عمر بالذات، لأنه هو المهندس للعملية كلها، هو المرتب للعملية كلها فيما يتعلق بأبي بكر" وحقد الشيعة عموماً على عمر رضي الله عنه مشهور ومعروف، لكون الفاروق عمر رضي الله عنه هو الذي أطفأ نار المجوس وأسقط عروش الفرس.

كما ويرفض الحوثيون الترضي على أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنها، بل إنهم يقولون كلاماً فظيعاً في حقها، حيث قال حسين بدر الدين الحوثي لأتباعه: "ارموا عائشة التي لم يُقم عليها الحد".

 يكفرون من رفض إمامة علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم، بل إن الحوثيين يكفرون مجمل الصحابة رضي الله عنهم.

 يطعن الحوثيون في القرآن الكريم ويزعمون تحريفه.

يؤمنون بمبدأ التقية وهي عقيدة دينية تبيح لهم التظاهر بغير ما يبطنون ويقولون: (من لا تقية له لا دين له).

يؤمن الحوثيون بولاية الفقيه، وهي: ولاية وحاكمية الفقيه الجامع للشرائط في عصر غيبة الإمام الحجة، حيث ينوب الولي الفقيه عن الإمام المنتظر في قيادة الأمة وإقامة حكم اللّه على الأرض. كما ورد في مصادرهم، ومن المعلوم أن الشيعة يعتقدون أن الإمامة الكبرى محصورة في الأئمة من نسل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهم اثنا عشر إماماً، آخرهم الإمام المهدي الذي اختفى في السرداب منذ أكثر من ألف ومائتي عام حين كان طفلاً، وهو محمد بن حسن العسكري الذي دخل السرداب وعمره تسع سنين وذلك سنة 265هـ والذي ينتظر الشيعة الإمامية ظهوره. وبما أن الشيعة يعتقدون أن غيبة الإمام الثاني عشر قد تطول، فلا بد من فقيهٍ جامعٍ للشروط يقوم مقام المهدي المنتظر.

وولاية الفقيه باطلةٌ في دين الإسلام، وهي أمرٌ مُحدَثٌ، بل بدعةٌ في الدين، قال الله تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [سورة الأنعام الآية14]. 

وهذه الفكرة ما هي إلا ترسيخٌ وإحياءٌ لأسطورة السلطة الإلهية، والاستبداد المطلق باسم الدين، ودين الإسلام منها براء.

 

ثالثاً: الحوثيون متأثرون بفكر الشيعة الاثني عشرية، وهم شيعة الخميني، ومن مظاهر تأثرهم بالاثني عشرية إحياؤهم ذكرى مقتل الحسين رضي الله عنه، وإقامة المجالس الحسينية، وإلزام الناس بدفع الخمس من أموالهم باعتبارها واجباً شرعياً، لا يستقيم إيمان المرء إلا به، ونشر زواج المتعة، وإلزام الأتباع بذلك، وإكراه الناس على تقديم بناتهم لمن يرغب بالاستمتاع بهن، والطلب من المقاتلين الوصية بزوجاتهم إذا قتلوا، والاحتفال بعيد الغدير.

ويتضح تأثر الحوثيين بفكر الشيعة الاثني عشرية بموقفهم من أهل السنة والجماعة، فيعتبرونهم نواصب، والنواصب في المذهب الشيعي الاثني عشري، هم الذين ينصبون العداء لأهل البيت، ويقدمون أبا بكر وعمر عثمان على علي -رضي الله عنهم -، ويرون أن أهل السنة كفارٌ، لأنهم يؤمنون بتلك العقيدة.

كما أن الحوثيين وضعوا أنفسهم تحت العباءة الإيرانية الخمينية، فهم يوالون إيران وإمامها الخميني ولاءً كاملاً، ويمجدون الخميني ويجعلون أقواله هي البديل عن أطروحات علماء الزيدية، وإلقاء الهالة على رموز الفكر الاثني عشري كالخميني وحسن نصر الله وغيرهما، وهذا ظاهر في إعلامهم المرئي كقناة المسيرة وإعلامهم المقروء كصحيفة البلاغ والأمة والشورى. يقول حسين بدر الدين الحوثي: "الإمام الخميني كان إماماً عادلاً كان إماماً تقياً، والإمام العادل لا ترد دعوته كما ورد في الحديث". هذه بعض عقائد الحوثية باختصار.  

 

رابعاً: لا شك أن المخطط الشيعي الصفوي الذي تقوده وتموله إيران، يسعى لابتلاع العالم الإسلامي السني، والمؤشرات صارت واضحةً جليةً، بل هنالك حقائق على الأرض تثبت ذلك، فصنعاء عاصمة اليمن، هي العاصمة الرابعة التي تسقط بأيدي شيعة إيران وأنصارها، بعد بيروت ودمشق وبغداد، فقتلُ المسلمين السنَّة في العراق والشام، على أيدي المليشيات الشيعية المدعومة من إيران، وتحالف إيران مع أمريكا وحلفاءها من العرب والعجم، كله في الحقيقة موجهٌ ضد أهل السنة، تحت ذريعة مقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية، وتحت ذريعة محاربة الإرهاب.

ولا نكاد نسمع شيئاً عن إرهاب الجماعات الشيعية في العراق والشام ولبنان واليمن!

هنالك أكثر من سبعة عشر تنظيماً دولياً تقاتل مع قوات نظام الأسد ضد الثورة السورية، ومعظمهم شيعة من العراق ولبنان وإيران ومن الحوثيين أيضاً، فلم نسمع أحداً يصفهم بالإرهاب!

كما أننا لم نسمع أحداً يصف الحوثيين بالإرهاب لما استولوا على صنعاء عاصمة اليمن، وحطموا الدولة اليمنية وجيشها!؟

كل ذلك يؤشر إلى التحالف بين الشيعة بقيادة إيران والدول الغربية وحلفاءها، لمحاربة أهل السنة تحت ذريعة محاربة الإرهاب.

وسيأتي اليوم الذي يندم فيه قادة الدول السنية الذين مشوا في هذا الطريق، عندما تقع دولهم فريسةً للمد الشيعي!!

وإن استيلاء الحوثيين على صنعاء عاصمة اليمن جزء من المخطط الشيعي الذي أشرت إليه، ومن يتابع تصريحات المسؤولين الإيرانيين يرى مقدار فرحتهم بسقوط صنعاء بيد حلفاءهم الحوثيين.

 

خامساً: أقول لبعض الناس الذين ما زالوا مخدوعين بالشيعة، وما زالوا يأملون بنصر الشيعة لقضايا المسلمين عامةً، ولقضية فلسطين خاصةً، إن في التاريخ لعبرة، بل عِبرٌ كثيرةٌ،

هلا سألنا التاريخ عن خيانات الشيعة للأمة الإسلامية؟

حوادثُ التاريخ ناطقةٌ بأن هؤلاء الشيعة الروافض لم تكن لهم صفحةٌ بيضاء مع أهل الإسلام، ولم تكن لهم فتوحات عبر التاريخ تُذْكَر، وإنما هم خنجرٌ مسمومٌ يطعن في ظهر الأمة المسلمة.

إسألوا التاريخ، مَن الذي سلَّم القدس بعد عمر رضي الله عنه للنصارى الصليبين؟!

إنها الدولة العبيدية الشيعية –الفاطمية- !

مَن الذي قتل آلاف الحجاج وسرق الحجر الأسود واغتصبه في الإحساء اثنتين وعشرين سنة؟!مَن الذي كان سبباً في سقوط الخلافة الإسلامية العباسية!

إسألوا التاريخ عن خيانات الوزير ابن العلقمي الشيعي ودوره في دخول التتار بغداد؟!

إسألوا التاريخ عن خيانات نصير الدين الطوسي! الذي صار وزيراً لهولاكو!؟ وهو الذي هوَّن قتل الخليفة العباسي في واقعة بغداد سنة 656هـ وأشار الطوسي بقتل جماعةٍ كبيرةٍ من سادات العلماء والقضاة والأكابر والرؤساء وأولي الحل والعقد مع الخليفة. وآياتُ الله الشيعة وكبراؤهم يمتدحون ما فعله الطوسي من الخيانة، ويترحمون عليه، ويرونه نصراً حقيقياً للإسلام!

يقول علامتهم محمد باقر الموسى عن الطوسي: "هو المحقق المتكلم الحكيم المتجبر الجليل، ومن جملة أمره المشهور المعروف المنقول، حكاية استيزاره للسلطان المحتشم في محروسة إيران هولاكو خان بن جنكيز خان من عظماء سلاطين التتارية وأتراك المغول، ومجيئه في موكب السلطان المؤيد مع كمال الاستعداد إلى دار السلام بغداد، لإرشاد العباد وإصلاح البلاد، وقطع دابر سلسلة البغي والفساد، وإخماد دائرة الجور والإلباس، بإبادة دائرة ملك بني العباس، وإيقاع القتل العام في أتباع أولئك الطغاة، إلى أن أسال من دمائهم الأقذار، كأمثال الأنهار، فانهار بها في ماء دجلة، ومنها إلى نار جهنم دار البوار، ومحل الأشقياء والأشرار" (روضات الجنات 1/300-301).

اسألوا التاريخ مَن الذي أعاق الفتوحات العثمانية في قلب أوروبا وطعنها من الخلف؟!

إسألوا التاريخ، مَن…؟!ومَن…؟!ومَنْ؟!

إنها سلسلةٌ طويلةٌ من المؤامرات والدسائس والخيانات الشيعية.

وصدق فيهم شيخ الإسلام ابن تيمية عندما قال عنهم: "فإنهم دائماً يستعينون بالكفار والفجار على مطالبهم، ويعاونون الكفار والفجار على كثيرٍ من مآربهم، وهذا أمرٌ مشهودٌ في كل زمانٍ ومكان" (منهاج السنة النبوية4/111).

 

وخلاصة الأمر أن الحوثيين شيعةٌ ينتمون إلى الشيعة "الجارودية" وهي من فِرَق الشيعة الزيدية. وأن الأصول العقدية للحوثية هي أصولُ الشيعة بشكلٍ عامٍ مع اختلاف في بعض القضايا.

وأن الحوثيين قد تأثروا بفكر الشيعة الاثني عشرية، وهم شيعة الخميني.

وأن المخطط الشيعي الصفوي الذي تقوده وتموله إيران، يسعى لابتلاع العالم الإسلامي السني، والمؤشرات صارت واضحةً جليةً، بل هنالك حقائق على الأرض تثبت ذلك، فصنعاء عاصمة اليمن، هي العاصمة الرابعة التي تسقط بأيدي شيعة إيران وأنصارها، بعد بيروت ودمشق وبغداد.

وإن حوادث التاريخ ناطقةٌ بأن هؤلاء الشيعة الروافض لم تكن لهم صفحةٌ بيضاء مع أهل الإسلام، وإنما هم خنجرٌ مسمومٌ يطعن في ظهر الأمة المسلمة. وإن في التاريخ لعبرة، بل عِبرٌ كثيرةٌ.

والله الهادي إلى سواء السبيل. 

حسام الدين عفانه

دكتوراه فقه وأصول بتقدير جيد جداً، من كلية الشريعة جامعة أم القرى بالسعودية سنة 1985م.