الحركات الإسلامية والوصول إلى السلطة

منذ 2007-01-28
السؤال: هل يمكن للحركات الإسلامية الوصول إلى السلطة عن طريق الديمقراطية؟ رغم أن كل التجارب باءت بالفشل إلا في حالات خاصة كبعض الدول ذات الحكم الملكي.
الإجابة: إن الحركات الإسلامية لا تريد الوصول إلى حكم هذه الدول عن طريق الديمقراطية، ولو أرادته فإنها لا يمكن أن تقيم بذلك دولة إسلامية، وإنما تريد تقليل بعض الشر فبعض الشر أهون من بعض، أو تريد جلب بعض المصالح المؤقتة لكنها لا تعلق آمالاً كبيرة على الديمقراطية، ومن هنا فما يحصل مما يراه الناس فشلاً في كثير من البلدان غير مفاجئ لكثير من الذين يعيشون الوضع ويرونه، ومن أجل هذا فإنما يقصد فقط تقليل الشر.

والحركات الإسلامية في العالم تنطلق من واقعها وما تحت يدها، ورؤيتها واضحة في البلد الذي هي فيه، فكثير من الحركات لا تريد إقامة دولة الإسلام في بلدها لأنها تعلم أن هذا البلد ليس له مقومات دولة إسلامية، وإنما تريد وجود شعب إسلامي أو مجتمع إسلامي أو تقليل بعض الشر، ومن أجل هذا يمكن أن تتعايش مع بعض الحكام الذين هم أقل شراً إذا قبلوا رفع بعض الضرر عن المسلمين، إذا قبلوا تطبيق حدود الله تعالى أو تطبيق بعض أوامره وهم يعلمون أن الدولة لن تكون دولة إسلامية حينئذ، ولكن بعض الشر أهون من بعض، بل أكثر الجماعات الإسلامية القائمة اليوم ترضى من كثير من الحكام بتقليل الشر، ويمكن أن تتعاون معهم في إزالة كثير من مظاهر السوء والفساد، وأن تساعدهم على بعض ما يريدونه لأنها تعلم أن الدولة لن تكون إسلامية في هذه الحقبة، وإنما يراد فيها تقليل بعض الشر وإظهار بعض الخير والقضاء على بعض الفساد المنتشر، وبالتدريج يمكن أن يزال هذا الفساد بالكلية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.

محمد الحسن الددو الشنقيطي

أحد الوجوه البارزة للتيار الإسلامي وأحد أبرز العلماء الشبان في موريتانيا و مدير المركز العلمي في نواكشوط.