ما العمل إذا أكره إنسان على الكفر؟

منذ 2007-02-04
السؤال: ما العمل إذا أكره إنسان على الكفر؟
الإجابة: إذا أكره إنسان على الكفر ففي ذلك تفصيل:

أولاً: أن يوافق ظاهراً وباطناً، فيكون بذلك كافراً مرتداً لقوله تعالى: {ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم}.

ثانياً: أن يوافق ظاهراً لا باطناً ولكن يقصد التخلص من الإكراه، فهذا لا يكفر لقوله تعالى: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}.

ثالثاً: أن لا يوافق لا ظاهراً ولا باطناً، ويصبر على القتل فهذا جائز وهو من الصبر.

لكن، هل الأولى أن يصبر أو لا؟

فيه تفصيل:

أولاً: إذا كان الإكراه لا يترتب عليه ضرر في الدين للعامة فإن الأولى أن يوافق ظاهراً لا باطناً، لاسيما إذا كان بقاؤه فيه مصلحة للمسلمين كصاحب المال، أو العلم المنتفع بهما، وما أشبه ذلك، حتى وإن لم يكن فيه مصلحة ففي بقائه على الإسلام زيادة عملٍ صالح وهو خير، وقد رخص له بالكفر ظاهراً.

ثانياً: إذا كان في موافقته وعدم صبره ضرر على الدين فإنه يصبر، وقد يجب الصبر ولو قتل، لأنه من باب الصبر على الجهاد في سبيل الله، وليس من باب إبقاء النفس، ولهذا لما شكا الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم، ما يجدونه من مضايقة المشركين ذكر لهم أنه كان فيمن قبلنا من يمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم أو عصب ما يصرفه عن دينه.

ولو حصل من الصحابة رضي الله عنهم في ذلك الوقت موافقة للمشركين وهم قلة لحصل بذلك ضرر عظيم على المسلمين.

والإمام أحمد رحمه الله أوذي وصبر حين أبى أن يقول: "القرآن مخلوق"، ولو وافقهم ظاهراً لحصل في ذلك مضرة على الإسلام.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الحادي عشر - باب الكفر والتكفير.

محمد بن صالح العثيمين

كان رحمه الله عضواً في هيئة كبار العلماء وأستاذا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية