ماذا أفعل مع خطيبي هذا الذي يعصي الله؟

منذ 2007-06-14
السؤال: أنا فتاة مسلمة من الجزائر، عمري 30 سنة، متزوجة بعقد فقط (لم أقم العرس بعد)، تعرفت على زوجي عن طريق صديقتي أي أنه أخوها، لم أكن أعرفه من قبل، وهو يكبرني بـ 10سنوات، سألت عن دينه وأخلاقه فكانت لا بأس بها، واستخرت الله كثيراً قبل أن أجيب بنعم، وجاء هو وعائلته لخطبتي، تمت الخطبة والفاتحة وأصبحنا نتكلم كثيراً بالهاتف بغرض التعرف أكثر على بعضنا البعض (لم نلتقِ أبداً بعد الخطبة لأننا نسكن بعيداً عن بعض، هو في ولاية وأنا في أخرى)، حكى لي ماضيه الذي كان مليئاً بالمعاصي (الزنا، شرب الخمر،...)، لكنه تاب إلى الله تعالى، أصبت في البداية بصدمة لأني امرأة لم أرتكب معاصي من هذا النوع قط، أعدت التفكير ملياً في الأمر، استخرت الله لكي يوفقني في الأمر، ووجدت نفسي أميل إلى إكمال مشوار الزواج معه بما أنه قد تاب توبة نصوحاً، ذات مرة تخاصمنا بالهاتف لفترة، وهددني أنه سوف يعود إلى فعل الزنا مرة أخرى!! لكنني كنت متأكدة أنه لن يفعلها أبداً، بعد مرور فترة من خصامنا عادت علاقتنا مثل السابق، سألته إذا كان قد طبق تهديده، وبعد إصراري أجابني بنعم!! وطلب مني أن أسامحه، وأنه نادم ولن يعود لهذا الأمر أبداً، فكانت الصدمة الكبرى!! فهذه خيانة عظمى خاصة أنها بعد عقد زواجنا، وعائلتي جد محافظة، لا أستطيع طلب الطلاق بسهولة، أضف إلى ذلك أنني تعلقت به كثيراً، وأصبحت لا أفكر إلا في حياتنا معاً رغم أن علاقتنا كلها بالهاتف، إنني حائرة جداً، لا أعرف ماذا أفعل؟؟ أأكمل معه رغم أن قلبي ينزف؟ أم أنهي علاقتنا وأخسر كل ما بنيته وأصبح مطلقة؟ أغيثوني من فضلكم في أقرب وقت.
الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننصحك أيتها الأخت الكريمة بالصبر وبذل الجهد في نصح زوجك ووعظه وحثه على التوبة إلى الله والاستغفار والندم والعزم على ألا يعود إلى هذه الكبيرة العظيمة، واجتهدي في هدايته، وذكريه بالله تعالى، ثم بعد الزفاف تجملي وتزيني له، لعل ذلك يكون رادعاً له عن الحرام.

واعلمي أن الحياة الزوجية قلما تخلو من مشاكل بين الزوجين، ولكن من العقل والحكمة، احتواء هذه المشاكل والسعي لحلها على ضوء ما ورد به الشرع الحكيم، وإلا وقع كل من الزوجين في شيء من المشقة والحرج، وقد أخطأت في خصامك معه فتركته لنفسه وشيطانه ورفقاء السوء، فاحرصي بعد ذلك على عدم تركه وهجره لأنه من الواضح أن عنده إيمان ضعيف لا يمنعه من الوقوع في الكبائر.

وأكثري من الدعاء له، فلعل الله يتوب عليه، ولا يلزمك طلب الطلاق منه ولو ثبت زناه، ولا حرج عليك -إن شاء الله- في البقاء في عصمته إذا رأيت أنه الأصلح.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من فتاوى زوار موقع طريق الإسلام.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام