ما حكم الهجرة من دار الكفر إلى دار الإيمان؟
منذ 2008-05-08
السؤال: ما حكم الهجرة من دار الكفر إلى دار الإيمان؟ وهل المقصود بالهجرة في
الحديث النبي صلى الله عليه وسلم: " "، هل يعني الهجرة من مكة للمدينة؟
الإجابة: الهجرة باقية إلى يوم القيامة، لأن المؤمن وطنه دينه وعقيدته، ليس له
وطن بذاته، المكان الذي يستطيع أن يقوم فيه بدينه فهذا هو المكان الذي
يجب أن يقوم فيه، كما قال تبارك وتعالى: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا
فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة
فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا}، فأخبر الله
بأن المؤمن إذا عاش مستضعفاً في قوم من الكفار ولم يقم بدينه ومات على
هذه الحال، دون أن يخرج من هذه الأرض التي لم يستطع أن يقم فيها الدين
فهذا في النار.
فوطن المؤمن عقيدته ودينه، أين تستطيع أن تقوم بالعقيدة والدين، فهذا هو المكان الذي تستقر فيه.
الأمر الآخر طبعاً الهجرة المستحبة هي الهجرة إلى الله ورسوله، وبعد النبي الإمام المُمَكن، فقد أمر النبي بالهجرة إلى إمام المسلمين والقتال معه، فالهجرة الأولى التي ذكرناها هي هجرة المكان الذي يستضعف فيه المسلم إلى مكان آخر يكون آمن فيه حتى وإن كان مع الكفار، كما قال النبي للمسلمين يوم الاستضعاف في مكة قال: " "، فدلهم على الحبشة وكان الأحباش من أكثر الناس عصبية لدينهم النصراني الذي هم عليه، لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " "، لذلك أمن المسلمون الذين هاجروا إلى الحبشة على أنفسهم حتى يسر الله تبارك وتعالى، وعادوا من الحبشة إلى المدينة.
وهناك هجرة أقل منها: وهي الهجرة للعلم والدين، كما قال جل وعلا: {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون}.
أما الهجرة للدنيا إذا كانت في أمر مباح فهي مباحة، كما قال النبي: " "، فالهجرة للدنيا جائزة مباحة كالضرب في الأرض من أجل التجارة، لكن الهجرة للدنيا لا تجوز إلى بلاد الكفار حتى لا يُفتن عن دينه.
أما قول النبي: " " فالنبي قال هذا لأهل مكة، قال لهم بعد الفتح أن مكة أصبحت من دار الإسلام، أي من رحل من مكة إلى المدينة فهذه دار إسلام وهذه دار إسلام، وكلها تحت إمام وخليفة واحد، " "، يعني إما أن تجاهد بالفعل، أو تكون نية الجهاد موجودة في قلبك، كما قال صلى الله عليه وسلم: " "، فهذه من شعب النفاق، فإذا تركت إرادة القتال فقد تركت فرضاً من فرائض الله عز وجل لأن الله قال: {كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى إن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى إن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}، وتركه في وقت الحاجة إليه إثم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " "، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يسلط الذل على الأمة إذا رضيت بالزرع وبالدنيا وبالبقر وتركت الجهاد في سبيل الله ويحل بها عقوبته، وهذا ما حدث للأمة. فقد تبايعت بالعينة وتحايلت في أخذ المال بالباطل، واتبعت أذناب البقر، ورضيت بالزرع، وتركت الجهاد، قال النبي: " "، والذل هو علو الكافر على المسلم، ولا يرفعه إلا العودة إلى الدين لأن الله يقول: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، فإذا غيرنا ما بأنفسنا من أسباب الذل آتانا الله بالعزة والتمكين.
فوطن المؤمن عقيدته ودينه، أين تستطيع أن تقوم بالعقيدة والدين، فهذا هو المكان الذي تستقر فيه.
الأمر الآخر طبعاً الهجرة المستحبة هي الهجرة إلى الله ورسوله، وبعد النبي الإمام المُمَكن، فقد أمر النبي بالهجرة إلى إمام المسلمين والقتال معه، فالهجرة الأولى التي ذكرناها هي هجرة المكان الذي يستضعف فيه المسلم إلى مكان آخر يكون آمن فيه حتى وإن كان مع الكفار، كما قال النبي للمسلمين يوم الاستضعاف في مكة قال: " "، فدلهم على الحبشة وكان الأحباش من أكثر الناس عصبية لدينهم النصراني الذي هم عليه، لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " "، لذلك أمن المسلمون الذين هاجروا إلى الحبشة على أنفسهم حتى يسر الله تبارك وتعالى، وعادوا من الحبشة إلى المدينة.
وهناك هجرة أقل منها: وهي الهجرة للعلم والدين، كما قال جل وعلا: {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون}.
أما الهجرة للدنيا إذا كانت في أمر مباح فهي مباحة، كما قال النبي: " "، فالهجرة للدنيا جائزة مباحة كالضرب في الأرض من أجل التجارة، لكن الهجرة للدنيا لا تجوز إلى بلاد الكفار حتى لا يُفتن عن دينه.
أما قول النبي: " " فالنبي قال هذا لأهل مكة، قال لهم بعد الفتح أن مكة أصبحت من دار الإسلام، أي من رحل من مكة إلى المدينة فهذه دار إسلام وهذه دار إسلام، وكلها تحت إمام وخليفة واحد، " "، يعني إما أن تجاهد بالفعل، أو تكون نية الجهاد موجودة في قلبك، كما قال صلى الله عليه وسلم: " "، فهذه من شعب النفاق، فإذا تركت إرادة القتال فقد تركت فرضاً من فرائض الله عز وجل لأن الله قال: {كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى إن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى إن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}، وتركه في وقت الحاجة إليه إثم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " "، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يسلط الذل على الأمة إذا رضيت بالزرع وبالدنيا وبالبقر وتركت الجهاد في سبيل الله ويحل بها عقوبته، وهذا ما حدث للأمة. فقد تبايعت بالعينة وتحايلت في أخذ المال بالباطل، واتبعت أذناب البقر، ورضيت بالزرع، وتركت الجهاد، قال النبي: " "، والذل هو علو الكافر على المسلم، ولا يرفعه إلا العودة إلى الدين لأن الله يقول: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، فإذا غيرنا ما بأنفسنا من أسباب الذل آتانا الله بالعزة والتمكين.
عبد الرحمن بن عبد الخالق اليوسف
بكالريوس كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
- التصنيف: