السلام عليكم : أحب أن أعرف المستقبل عن( القدر والإسلام ) هل من الصحيح أن كل حياتنا ...
منذ 2006-12-01
السؤال: السلام عليكم : أحب أن أعرف المستقبل عن( القدر والإسلام ) هل من
الصحيح أن كل حياتنا ( معيشتنا ) مقدر ومكتوب ؟ وأريد أن أعرف ما إذا
كان من الممكن أن نغير منهج حياتنا عن طريق الدعاء . لقد أُخبرت أن
مماتنا مكتوب أمام أيدينا وأننا لا نستطيع أن نغيره على الرغم من أننا
يمكننا أن نغير الطريقة التي نموت بها ، من فضلك حاول الإجابة على
سؤالي وسوف أكون ممنون وجزاكم الله خير .
الإجابة: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ الله
تعالى لما خلق الكون ، خلق أولاً القلم فأمره أن يكتب فقال : ربِّ
وماذا أكتب ؟ فقال : اكتب كل ما هو كائن إلى يوم القيامة ، فجرى القلم
بأمر الله تعالى وكتب مقادير الخليقة كلها إلى قيام الساعة
.
فالله تعالى هو مقدّر الأقدار وقد بينت النصوص المتضافرة في الكتاب والسنة حقيقة هذا الأمر وفصلته أحسن تفصيل وبينه أكمل بيان .
ومن أركان الإيمان الستة الذي يجب على المسلم اعتقاده هو الإيمان بالقضاء خيره وشره ، والإيمان بالقضاء والقدر له أربعة أركان كما بينها أهل العلم رحمهم الله ، استقرأها العلماء من نصوص الوحيين ، وهذه الأركان الأربعة هي : الخلق - العلم - الكتابة - المشيئة .
ومعنى الإيمان بالقدر أن يؤمن العبد بأن أقدار الله تعالى كلها خيرها وشرها متعلقة بمشيئة الله تعالى وإرادته ، فلا يحدث شيء في الدنيا إلا بعد مشيئة الله تعالى حتى أعمال وأفعال العباد ......
وإن العباد كلهم لهم مشيئة خاصة لها تعلق بمشيئة الله تعالى لقوله تعالى ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) فالعبد له اختيار وتصرف ومشيئة خاصة به ولكنها متعلقة بمشيئة الله ، فلا يفعل شيئاً إلا باختياره ومشيئته ومع ذلك فإن العبد لا يمكن أن يشاء شيئاً إلا وقد شاءه الله تعالى له .
الإيمان بالقضاء والقدر أصل من أصول الإيمان وهو يعني أن الله عالم بكل شيء ، خالق لكل شيء ، وأنه لا يخرج شيء عن إرادته وتقديره ، وكتب كل شيء عنده في اللوح المحفوظ ، وذلك قبل أن يخلق الخلق بخمسين ألف عام ، وأن ما في الكون خلق لله تعالى هم وأفعالهم ، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، وما أصاب العبد لا يمكن أن يخطئه وما أخطأه لا يمكن أن يصيبه وأن العبد ليس بمجبور على فعل الطاعات أو المعاصي بل له إرادة تليق بحاله ولكنها تحت إرادة الخالق . ويجب أن نعلم ابتداء أنه لا تعارض بين إيماننا بتقدير الله لكل شئ ، وإيماننا بأنه سبحانه أعطانا مشيئة وإرادة نتمكّن بها من فعل الأشياء ، قال تعالى مثبتاً مشيئة العباد : (لمن شاء منكم أن يستقيم ) ، ومشيئتنا وإرادتنا هي ضمن مشيئة الله لا تخرج عنها كما قال تعالى : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ) وعليه فلا يصح ضرب هذا بهذا ، ولا يجوز نفي هذا ولا هذا لأنّ الله أثبتهما جميعا فأثبت للعبد قدرة واختياراً ، وأثبت مشيئته سبحانه التي لا يخرج عنها شيء ، وهذه الإرادة من العبد والاختيار والمشيئة سبب لحصول مقصوده وتحقيق مطلوبه يتوصّل من خلالها إلى ما يريد ، وقد تقوم موانع تحول بين العبد وبين الوصول لمطلوبه ومراده فيعلم العبد أنّ الله لم يقدّّر له ما أراد لحكمة يعلمها سبحانه وكلّ أفعاله سبحانه خير ، والعبد لا يعلم الغيب ولا مآلات الأمور وقد يتأسّف على فوات شيء والخير في فواته ، وقد يكره وقوع شيء والخير في وقوعه كما قال سبحانه (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ(216) سورة البقرة . وإن الآية التي ذكرتها من هذا القبيل ، فالهداية لا تحصل إلا بعد مشيئة الله تعالى ، واعلم أنّ الهداية تنقسم إلى قسمين كما ذكر ذلك أهل العلم رحمهم الله :
1 - هداية توفيق . وهذه خاصة بالله تعالى ، ودليله قوله تعالى ( من يهد الله فهو المهتد ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ) ومنه قوله ( ولوشاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً ) فهنا هداية توفيق ، يعني أن الله تعالى لو أراد أن يوفق ويهدي الناس جميعاً لهداهم برحمته ، لكن الناس أنفسهم ينحرفون عن الهداية ، فالله أوضح لهم الطريق والسبيل وأرسل إليهم الرسل وأنزل عليهم الكتب ومع ذلك يكفر أكثر الناس بالله ، فيحرمون من الهداية .
2 - هداية دلالة وإرشاد : وهذه متفرعة عن الهداية الأولى ، ودليلها قوله تعالى ( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) ، وهي من الهداية التي يستطيعها العبد ، وذلك لأن الإرشاد والدلالة من توفيق الله تعالى للعبد ، وأوضح مثال له هذه الآية التي ذكرتها أنت ، ومعناها أنك يا محمد لا تستطيع ان تهدي من أحببته ، وذلك لأن هداية التوفيق ليست بيدك أنت إنما هي بيد الله سبحانه وتعالى ، وإنما عليك البلاغ والنصح والتوجيه والإرشاد ، وسؤال الله تعالى التوفيق للهداية الكبرى.
إذا عُلِمَ هذا فإنه يجب على المسلم أن يعلم أنّ الله تعالى كتب هذه المقادير كتابة عامة قبل خلق الخلائق ، وكتب أقدار كل مخلوق كتابة خاصة إما حولية وهي التي تكتبها الملائكة وتنقلها من اللوح المحفوظ في ليلة القدر كما قال تعالى ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين ، فيها يفرق كل أمرٍ حكيم ، أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين ) يفرق أي : يبين ويفصل ولقوله ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) أي : مقدر فيها ما يكون في تلك السنة .
كما يكتب للإنسان كتابة عمرية وذلك عند خلقه في بطن أمه كما ثبت ذلك من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : حدثنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يبعث إليه الملك فيؤمر بكتب أربع كلمات : بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ... الحديث ( رواه البخاري في كتاب القدر أنظر الفتح 11 / 477 ) .
أنظر مجوعة دروس وفتاوى الحرم المكي لفضيلة الشيخ ابن عثيمين ( 1 / 55 ) .
ومع هذا كله فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّ قضاء الله وقدره ينزل فيقوم العبد بدعاء الله تعالى فيرتفع الدعاء ويعترك الدعاء مع القضاء فيغلب الدعاء القضاء قيضي الله تعالى للمرء بالدعاء ، وذلك أنّ الله تعالى يكون قد قدّر أن قضاء ما سينزل وأنه قدّر أن هذا العبد سيدعوه وأن دعاء العبد يصعد ويتعارك مع القضاء الأول فيغلب الدعاء القضاء الآخر فيقدر الله تعالى أن يقضي بقدر آخر كما يدل عليه قوله تعالى ( كل يوم هو في شأن ) وقوله تعالى ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) .
فللدعاء تأثير لكنه ليس تغييراً للقدر ، بل هو مكتوب بسببه المكتوب ، وكل شيء بقدر ، وكذلك جميع الأسباب لها تأثير في مسبباتها بإذن الله ، فالأسباب مكتوبة والمسببات مكتوبة .
أنظر ( مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين 2 / 92 ) .
وأما عن الممات فلا شك أن الله تعالى قد قدّر أجل كل كائن حي ، وأن الإنسان قد كتب أجله وهو في بطن أمه ، وإذا حضر الموت فلن يتقدم أو يتأخر لقوله تعالى ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) ، ومع هذا فإن المسلم يستطيع أن يختار الطريقة الحسنى في كيفية الموت وذلك بإصلاح السريرة ودوام مراقبة الله تعالى وإصلاح الظاهر والباطن وهذا يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) وذلك لما قال له الصحابة الكرام : أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟ ، كما أنه قد يقضي الله تعالى في علم الأزل للعبد أن يزيد في عمره إذا وصل رحمه ، لقوله صلى الله عليه وسلم ( من أحب أن ينسأ له في أجله ويبسط له في رزقه فليصل رحمه ) فإذا وفق العبد للأعمال الصالحة وصلة الرحم فإن الله تعالى يكون قد قضى له أولاً بزيادة في العمر .
والله تعالى أعلم .
فالله تعالى هو مقدّر الأقدار وقد بينت النصوص المتضافرة في الكتاب والسنة حقيقة هذا الأمر وفصلته أحسن تفصيل وبينه أكمل بيان .
ومن أركان الإيمان الستة الذي يجب على المسلم اعتقاده هو الإيمان بالقضاء خيره وشره ، والإيمان بالقضاء والقدر له أربعة أركان كما بينها أهل العلم رحمهم الله ، استقرأها العلماء من نصوص الوحيين ، وهذه الأركان الأربعة هي : الخلق - العلم - الكتابة - المشيئة .
ومعنى الإيمان بالقدر أن يؤمن العبد بأن أقدار الله تعالى كلها خيرها وشرها متعلقة بمشيئة الله تعالى وإرادته ، فلا يحدث شيء في الدنيا إلا بعد مشيئة الله تعالى حتى أعمال وأفعال العباد ......
وإن العباد كلهم لهم مشيئة خاصة لها تعلق بمشيئة الله تعالى لقوله تعالى ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) فالعبد له اختيار وتصرف ومشيئة خاصة به ولكنها متعلقة بمشيئة الله ، فلا يفعل شيئاً إلا باختياره ومشيئته ومع ذلك فإن العبد لا يمكن أن يشاء شيئاً إلا وقد شاءه الله تعالى له .
الإيمان بالقضاء والقدر أصل من أصول الإيمان وهو يعني أن الله عالم بكل شيء ، خالق لكل شيء ، وأنه لا يخرج شيء عن إرادته وتقديره ، وكتب كل شيء عنده في اللوح المحفوظ ، وذلك قبل أن يخلق الخلق بخمسين ألف عام ، وأن ما في الكون خلق لله تعالى هم وأفعالهم ، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، وما أصاب العبد لا يمكن أن يخطئه وما أخطأه لا يمكن أن يصيبه وأن العبد ليس بمجبور على فعل الطاعات أو المعاصي بل له إرادة تليق بحاله ولكنها تحت إرادة الخالق . ويجب أن نعلم ابتداء أنه لا تعارض بين إيماننا بتقدير الله لكل شئ ، وإيماننا بأنه سبحانه أعطانا مشيئة وإرادة نتمكّن بها من فعل الأشياء ، قال تعالى مثبتاً مشيئة العباد : (لمن شاء منكم أن يستقيم ) ، ومشيئتنا وإرادتنا هي ضمن مشيئة الله لا تخرج عنها كما قال تعالى : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ) وعليه فلا يصح ضرب هذا بهذا ، ولا يجوز نفي هذا ولا هذا لأنّ الله أثبتهما جميعا فأثبت للعبد قدرة واختياراً ، وأثبت مشيئته سبحانه التي لا يخرج عنها شيء ، وهذه الإرادة من العبد والاختيار والمشيئة سبب لحصول مقصوده وتحقيق مطلوبه يتوصّل من خلالها إلى ما يريد ، وقد تقوم موانع تحول بين العبد وبين الوصول لمطلوبه ومراده فيعلم العبد أنّ الله لم يقدّّر له ما أراد لحكمة يعلمها سبحانه وكلّ أفعاله سبحانه خير ، والعبد لا يعلم الغيب ولا مآلات الأمور وقد يتأسّف على فوات شيء والخير في فواته ، وقد يكره وقوع شيء والخير في وقوعه كما قال سبحانه (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ(216) سورة البقرة . وإن الآية التي ذكرتها من هذا القبيل ، فالهداية لا تحصل إلا بعد مشيئة الله تعالى ، واعلم أنّ الهداية تنقسم إلى قسمين كما ذكر ذلك أهل العلم رحمهم الله :
1 - هداية توفيق . وهذه خاصة بالله تعالى ، ودليله قوله تعالى ( من يهد الله فهو المهتد ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ) ومنه قوله ( ولوشاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً ) فهنا هداية توفيق ، يعني أن الله تعالى لو أراد أن يوفق ويهدي الناس جميعاً لهداهم برحمته ، لكن الناس أنفسهم ينحرفون عن الهداية ، فالله أوضح لهم الطريق والسبيل وأرسل إليهم الرسل وأنزل عليهم الكتب ومع ذلك يكفر أكثر الناس بالله ، فيحرمون من الهداية .
2 - هداية دلالة وإرشاد : وهذه متفرعة عن الهداية الأولى ، ودليلها قوله تعالى ( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) ، وهي من الهداية التي يستطيعها العبد ، وذلك لأن الإرشاد والدلالة من توفيق الله تعالى للعبد ، وأوضح مثال له هذه الآية التي ذكرتها أنت ، ومعناها أنك يا محمد لا تستطيع ان تهدي من أحببته ، وذلك لأن هداية التوفيق ليست بيدك أنت إنما هي بيد الله سبحانه وتعالى ، وإنما عليك البلاغ والنصح والتوجيه والإرشاد ، وسؤال الله تعالى التوفيق للهداية الكبرى.
إذا عُلِمَ هذا فإنه يجب على المسلم أن يعلم أنّ الله تعالى كتب هذه المقادير كتابة عامة قبل خلق الخلائق ، وكتب أقدار كل مخلوق كتابة خاصة إما حولية وهي التي تكتبها الملائكة وتنقلها من اللوح المحفوظ في ليلة القدر كما قال تعالى ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين ، فيها يفرق كل أمرٍ حكيم ، أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين ) يفرق أي : يبين ويفصل ولقوله ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) أي : مقدر فيها ما يكون في تلك السنة .
كما يكتب للإنسان كتابة عمرية وذلك عند خلقه في بطن أمه كما ثبت ذلك من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : حدثنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يبعث إليه الملك فيؤمر بكتب أربع كلمات : بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ... الحديث ( رواه البخاري في كتاب القدر أنظر الفتح 11 / 477 ) .
أنظر مجوعة دروس وفتاوى الحرم المكي لفضيلة الشيخ ابن عثيمين ( 1 / 55 ) .
ومع هذا كله فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّ قضاء الله وقدره ينزل فيقوم العبد بدعاء الله تعالى فيرتفع الدعاء ويعترك الدعاء مع القضاء فيغلب الدعاء القضاء قيضي الله تعالى للمرء بالدعاء ، وذلك أنّ الله تعالى يكون قد قدّر أن قضاء ما سينزل وأنه قدّر أن هذا العبد سيدعوه وأن دعاء العبد يصعد ويتعارك مع القضاء الأول فيغلب الدعاء القضاء الآخر فيقدر الله تعالى أن يقضي بقدر آخر كما يدل عليه قوله تعالى ( كل يوم هو في شأن ) وقوله تعالى ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) .
فللدعاء تأثير لكنه ليس تغييراً للقدر ، بل هو مكتوب بسببه المكتوب ، وكل شيء بقدر ، وكذلك جميع الأسباب لها تأثير في مسبباتها بإذن الله ، فالأسباب مكتوبة والمسببات مكتوبة .
أنظر ( مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين 2 / 92 ) .
وأما عن الممات فلا شك أن الله تعالى قد قدّر أجل كل كائن حي ، وأن الإنسان قد كتب أجله وهو في بطن أمه ، وإذا حضر الموت فلن يتقدم أو يتأخر لقوله تعالى ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) ، ومع هذا فإن المسلم يستطيع أن يختار الطريقة الحسنى في كيفية الموت وذلك بإصلاح السريرة ودوام مراقبة الله تعالى وإصلاح الظاهر والباطن وهذا يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) وذلك لما قال له الصحابة الكرام : أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟ ، كما أنه قد يقضي الله تعالى في علم الأزل للعبد أن يزيد في عمره إذا وصل رحمه ، لقوله صلى الله عليه وسلم ( من أحب أن ينسأ له في أجله ويبسط له في رزقه فليصل رحمه ) فإذا وفق العبد للأعمال الصالحة وصلة الرحم فإن الله تعالى يكون قد قضى له أولاً بزيادة في العمر .
والله تعالى أعلم .
عبد المنان البخاري
أحد طلبة العلم الذين لازموا الشيخ ابن عثيمين لتسع سنين
- التصنيف: