حبس الشمس ليوشع بن نون
سائل يسأل عن قصة حبس الشمس ليوشع بن نون عليه السلام، هل هي صحيحة، ومن رواها، وما مدة حبسها له؟
قصة حبس الشمس لنبي الله يوشع بن نون عليه السلام رواها البخاري ومسلم في (صحيحيهما) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " " (1).
والنبي المذكور في هذا الحديث هو يوشع بن نون عليه السلام، كما بينه شراح هذا الحديث، وصَرَّحتْ به رواية الحاكم في (مستدركه) عن كعب، ودلت عليه رواية الإمام أحمد في (مسنده) بسند على شرط البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " " (2).أ.هـ.
فبهذا اتضح أن هذه القصة في غاية الصحة. هذا وقد جاء في رواية ابن إسحاق، وفي رواية كعب ما يبين سبب طلب يوشع عليه السلام حبس الشمس في تلك الغزوة؛ قال ابن إسحاق في روايته: قتلوا الجبارين، وكان القتال يوم الجمعة، فبقيت منهم بقية، وكادت الشمس تغرب، وتدخل ليلة السبت، فخاف يوشع عليه السلام أن يعجزوا؛ لأنه لا يحل لهم قتلهم فيه.
وقال كعب في روايته عند الحاكم: إنه -أي يوشع- وصل إلى القرية عصر يوم الجمعة، فكادت الشمس تغرب ويدخل الليل.أ.هـ.
وعلى مضمون هاتين الروايتين اعتمد شيخ الإسلام ابن تيمية في (منهاج السنة) (ج 1 ص 187) قال: يوشع كان محتاجا إلى ذلك؛ لأن القتال كان محرما عليهم بعد غروب الشمس؛ لأجل ما حرم الله عليهم من العمل ليلة السبت، فخاف يوشع عليه السلام.
وأما مدة حبس الشمس فساعة، كما في رواية الحاكم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بسند صحيح. والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
___________________________________________
1 - مسلم (1747)، والبخاري (3124)، واللفظ له.
2 - أحمد (2/ 325)، والحاكم (2/ 139).
عبد الله بن عبد العزيز العقيل
كان الشيخ عضوا في مجلس القضاء الأعلى ومن هيئة كبار العلماء في المملكة. توفي رحمه الله عام 1432هـ .
- التصنيف:
- المصدر: