حكم دراسة المرأة في الخارج

منذ 2008-09-24
السؤال: ما حكم دراسة المرأة في الخارج إذا كان هدفها هو الدراسة؟
الإجابة: الدراسة ليست هدفاً، إنما المقصود بالعلم العمل، فإذا كان شخص يسعى من أجل إعلاء كلمة الله تعالى وإعزاز دينه وتعلم ما ينفع في الدنيا في حسنة المعاد أو في درهم المعاش فإنه مأجور على تعلمه، سواء كان في الداخل أو في الخارج، والمقصود بالخارج طبعاً بلاد الكفار، والمقصود بالداخل بلاد المسلمين، وبلاد المسلمين كلها أمة واحدة كما قال الله تعالى: {وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون}.

أما بلاد الكفار فقد اختلف العلماء في الخروج إليها، فإن كان الشخص لا يجد بداً منها، وكان يتعلم علماً يحتاج إليه المسلمون، وكان متقياً لله تعالى خائفاً وجلاً أن يصيبه ما أصابهم فإن الله تعالى سيوفقه ويعصمه ويحفظه، وإن كان غير ذلك، فقد ثبت عن الإمام مالك رحمه الله تعالى أنه قال: "إن الخروج إلى أرض العدو الكفار لطلب التجارة جرح في الشهادة، وأن من خرج مرة واحدة إلى أرض الكفار للتجارة فشهادته مردودة لا تقبل حتى يتوب إلى الله تعالى"، وهذا الذي قاله مالك رحمه الله تعالى وافقه عليه جمهور العلماء، وهو من العمل بالنظر والمصلحة الشرعية، وهو دليل على ثقوب فهم هؤلاء العلماء الأجلاء وعلى رعايتهم لمصلحة هذه الأمة، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم ثبت عنه في السنن الأربع أنه قال: "إن الله ورسوله بريئان من كل مسلم يقيم بين ظهراني المشركين"، قالوا: ولم يا رسول الله؟ قال: "حتى لا تتراءى ناراهما"، ومحل هذا إذا كان الشخص يجد ما يغنيه من التجارة في دار المسلمين.

أما إن اضطر المسلمون أو احتاجوا حاجة تنزل منزلة الضرورة، والعلماء من قواعدهم المتفق عليها أن الحاجة تنزل منزلة الضرورة، فحينئذ إذا لم يكن هذا النوع من التجارات موجوداً في بلاد المسلمين واضطر الشخص إلى الخروج لطلبه من بلدان الكفار فحينئذ ينبغي أن يخرج وجلاً مقبلاً على الله خائفاً منه، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تدخلوا ديار القوم المغضوب عليهم إلا باكين أو متباكين"، فحينئذ يستشعر هذا الإيمان ويزداد إيمانه بسببه، ويأتي بالتجارة ويعجل الأوبة ويعود إلى دار الإسلام.

فالدار التي لا تقام فيها حدود الله تعالى ويعلن فيها الربا، وتحل فيها الفواحش، وتستحل فيها حرمات الله هي دار حرب عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم، وبذلك لا تعتبر دار إسلام، أما دار الإسلام فهي التي تقام فيها حدود الله وتعلن فيها شعائر دينه وتحرم فيها محرمات الله تعالى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ حفظه الله.

محمد الحسن الددو الشنقيطي

أحد الوجوه البارزة للتيار الإسلامي وأحد أبرز العلماء الشبان في موريتانيا و مدير المركز العلمي في نواكشوط.