هل الإنسان مُسيّر قبل أن يولد ولا دخل له في تصرفاته؟
منذ 2009-03-03
السؤال: ما ردكم يا فضيلة الشيخ على من يقول بأن الإنسان مُسيّر قبل أن يولد
ولا دخل له في تصرفاته، ولا يجب أن نلومه إذا أخطأ!! وإذا كان هذا
صحيحاً فكيف يحاسب الله عباده على تصرفات لا دخل لهم فيها؟
الإجابة: هناك فرق أن نقول أن الله تبارك وتعالى قد كتب مقادير العباد قبل أن
يخلقهم، وهذا حق يجب أن نؤمن به، وبين أن نقول كما يقول السائل أن
الإنسان مسير قبل أن يولد سواء بالخير أو الشر، ولا دخل له في تصرفاته
وهذا غير صحيح، فالله تبارك وتعالى يقول: {بل الإنسان على نفسه بصيرة * ولو ألقى
معاذيره}، وقال: {من شاء فليؤمن
ومن شاء فليكفر}، وقال: {فأما من
أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى *
وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى}، فلا شك أن الإنسان مسؤول عن
تصرفاته، وأن الله تبارك وتعالى خلق له القدرة على فعل الخير وفعل
الشر.
ولكن لا يعني هذا أن الله لا يكتب ولا يعلم ما يفعله هذا وما يفعله ذاك، فالله عليم بكل شيء سبحانه وتعالى، وهو قد كتب مقادير الخلق قبل أن يخلقهم.
▪ ولكن لا يعني ذلك أنه سلب الإنسان الإرادة، وأنه جبره وجبله على فعل أمر ما، فالله أعطى كل إنسان فكر وعقل وإرادة، يستطيع أن يفعل الخير ويستطيع أن يفعل الشر، وعلى حسب فعله يحاسبه الله تبارك وتعالى، فالإنسان مريد له إرادة وله مشيئة: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}، فالإيمان بالقدر ليس معناه أن نؤمن بأن الإنسان لا دخل له في تصرفاته، وإنما معناه أن نؤمن بأن كل ما يقع يعلمه الله تبارك وتعالى وكتبه، لكن لا ينفي هذا مشيئة العبد واختياره، ولكن فعله للخير وفعله للشر هو بإرادة الله عز وجل كما قال جل وعلا: {إن هذه تذكرة * فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً * وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليماً حكيماً * يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذاباً أليماً}.
ولكن لا يعني هذا أن الله لا يكتب ولا يعلم ما يفعله هذا وما يفعله ذاك، فالله عليم بكل شيء سبحانه وتعالى، وهو قد كتب مقادير الخلق قبل أن يخلقهم.
▪ ولكن لا يعني ذلك أنه سلب الإنسان الإرادة، وأنه جبره وجبله على فعل أمر ما، فالله أعطى كل إنسان فكر وعقل وإرادة، يستطيع أن يفعل الخير ويستطيع أن يفعل الشر، وعلى حسب فعله يحاسبه الله تبارك وتعالى، فالإنسان مريد له إرادة وله مشيئة: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}، فالإيمان بالقدر ليس معناه أن نؤمن بأن الإنسان لا دخل له في تصرفاته، وإنما معناه أن نؤمن بأن كل ما يقع يعلمه الله تبارك وتعالى وكتبه، لكن لا ينفي هذا مشيئة العبد واختياره، ولكن فعله للخير وفعله للشر هو بإرادة الله عز وجل كما قال جل وعلا: {إن هذه تذكرة * فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً * وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليماً حكيماً * يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذاباً أليماً}.
عبد الرحمن بن عبد الخالق اليوسف
بكالريوس كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
- التصنيف: