حكم المرأة إذا طهرت بعد الفجر
إذا طَهُرَتِ المرأةُ بعد الفجر مباشرة، هل تُمسِك وتصوم هذا اليوم، ويُعَدُّ يومًا لها أم يكون عليها قضاء ذلك اليوم؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:
فإذا انقطع دم الحيض قبل طلوع الفجر الصادق ولو بقليل؛ فقدْ طَهُرَتِ المرأةُ ووَجَبَ عليها صيامُ ذلك اليوم، ولو لم تَغتَسل إلا بعد طلوع الفجر، قال الإمام مالك في (المدونة):"إن رَأَتِ المرأة الطُّهْرَ قبل الفجر اغتسلت بعد الفجر، وصيامُها مُجزِئ عنها.
قال الشيخ خليل: "وَجَبَ الصيامُ إنْ طَهُرَت قَبْل الفجر، وإنْ بلَحْظَة". وقد سبق بيان ذلك في الفتوى التي عنوانها: "تأخير غُسل الجنابة إلى طلوع الفجر في رمضان".
وما إذا لم يَنقَطع الدم إلاَّ بعد طلوع الفجر -ولو بلحظة- فصيامُ ذلك اليوم غيرُ صحيح وعليها قضاؤه، ولكن العلماء قد اختلفوا فيمن انقطعَ حيضُها بعد الفجر: هل يجب عليها أن تُمسِك باقيَ النهار أم لا؟ على قولين:
الأول: أنه يَلزَمُها الإمساكُ بقيةَ ذلك اليومِ؛ ولكنه لا يُحسَب لها؛ بل يجب عليها القضاء، وهو ما ذهب إليه أبو حنيفة، والمشهور من مذهب أحمد.
والثاني: أنه لا يَلزمُها أن تُمسِك بقيةَ ذلك اليومِ، وهو مذهب مالك والشافعي؛ قال الإمام مالك : "إنْ رَأَتِ الطُّهْرَ بعدَ الفجر، فليست بصائمة، ولْتأكُلْ ذلك اليوم".
قال ابن قُدَامَةَ في (المغْني): "فأمَّا مَن يُباح له الفِطْرُ في أول النهار ظاهرًا وباطنًا -كالحائض والنفساء والمسافر والصبي والمجنون والكافر والمريض- إذا زَالت أعذارُهم في أثناء النهار؛ فطَهُرت الحائض والنفساء، وأقام المسافر، وبَلَغَ الصبي، وأفاق المجنون، وأسلم الكافر، وصَحَّ المريض المُفطِر، ففيهم روايتان: إحداهما يَلزَمهم الإمساكُ في بقية اليوم، وهو قول أبي حنيفة والثوري والأوزاعي..." إلى أن قال: "والثانية: لا يَلزمهم الإمساكُ، وهو قول مالك والشافعيِّ". انتهى.
والراجح هو ما ذهب إليه الإمام مالك والشافعيُّ؛ لعدم الدليل على وجوب الإمساك، وعلى كِلاَ القولين يَلزَمُ المرأة قضاءُ هذا اليوم.
وأما إذا شَكَّت المرأة التي طَهُرَتْ مِن الحيض فيما إذا كان طُهْرُها قَبْل الفجر أم لا؟
فهذه عليها أنْ تصوم ذلك اليوم، الذي طَهُرت فيه، ثم يجب عليها قضاؤه بعد ذلك.
قال الدسوقي المالكي في (حاشيته على الشرح الكبير): "يعني أنها إذا شَكَّتْ بعد الفجر هل طَهُرَتْ قبل الفجر أو بعده؟ فإنه يجب عليها الإمساكُ؛ لاحتمال طُهْرِها قَبْله، والقضاءُ؛ لاحتماله بعده". والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
موقع الألوكة
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: