الخروج على ولاة الأمر
منذ 2010-08-02
السؤال: لقد خطب بنا أحد الخطباء خطبة الجمعة، وكانت عن الأحداث التي حدثت في
بلادنا، وقد تناولها من زاوية جديدة، حيث ذكر الآيات والأحاديث التي
تبين مصير من خرج على ولاة الأمر، وتعلمون قوة هذه الأحاديث وذكرها
لموعود الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لمن خرج على إمامه، ثم قال:
سأذكر لكم ثلاث قصص تبين لكم مصير من خرج على الإمام، وذكر قصة الحسين
رضي الله عنه، وقصة الحرة في المدينة وخروجهم على يزيد، وقصة ابن
الزبير في مكة، وتعلمون يا فضيلة الشيخ أن هؤلاء من فضلاء الصحابة رضي
الله عنهم، ومن المبشرين بالجنة، ومن أهل بدر، فوقع عندي إشكال في
الجمع بين هذه الأحاديث.
الإجابة: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
نعم، الذي عليه جمهور السلف ومنهم كثير من كبار الصحابة رضي الله عنهم، ومنهم ابن عباس رضي الله عنهما، أن الحسين بن علي رضي الله عنهما، كان مخطئًا في اجتهاده في الخروج على ولاة الأمر في زمانه، وقد نصحه كثيرون بألا يفعل، وقد أدى خروجه إلى مأساة كانت عبرة ودرسًا للأمة إلى قيام الساعة، ونظرًا لأنه مجتهد ومتأول وغير متهم، وقد زكاه الله، وشهد له رسوله صلى الله عليه وسلم بالجنة. انظر سنن الترمذي (3768) وسنن النسائي الكبرى (8169). فإنا يجب أن نحفظ له حقه وقرابته، ونشهد له بما ثبت له، وإن أخطأ في اجتهاده، فلا معصوم إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، فالحق في هذه المسألة مع جمهور السلف لا معه، لأن عمله هذا مخالف لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، من الأمر بالصبر على جور الولاة وظلمهم، وترك الخروج عليهم. انظر صحيح البخاري (7056) وصحيح مسلم ((1709.
وكذلك الشباب الذين خرجوا على يزيد، وكان لهم ما كان في موقعة الحرة كانوا مخطئين ومخالفين لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان بعض كبار الصحابة، رضي الله عنهم، قد نهوهم عن الخروج، وحذروهم من عواقبه، فكانوا مخطئين في اجتهادهم، ولا يعني ذلك اتهام ذممهم، ولا ديانتهم، إنما الحكم على فعلهم الذي كانت عاقبته من أسوأ العواقب على الأمة عمومًا وعلى المدينة وأهلها خصوصًا، وهكذا تكون عاقبة كل من فرط بوصية الناصح الأمين صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة.
المصدر: موقع الشيخ ناصر بن عبد الكريم العقل
نعم، الذي عليه جمهور السلف ومنهم كثير من كبار الصحابة رضي الله عنهم، ومنهم ابن عباس رضي الله عنهما، أن الحسين بن علي رضي الله عنهما، كان مخطئًا في اجتهاده في الخروج على ولاة الأمر في زمانه، وقد نصحه كثيرون بألا يفعل، وقد أدى خروجه إلى مأساة كانت عبرة ودرسًا للأمة إلى قيام الساعة، ونظرًا لأنه مجتهد ومتأول وغير متهم، وقد زكاه الله، وشهد له رسوله صلى الله عليه وسلم بالجنة. انظر سنن الترمذي (3768) وسنن النسائي الكبرى (8169). فإنا يجب أن نحفظ له حقه وقرابته، ونشهد له بما ثبت له، وإن أخطأ في اجتهاده، فلا معصوم إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، فالحق في هذه المسألة مع جمهور السلف لا معه، لأن عمله هذا مخالف لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، من الأمر بالصبر على جور الولاة وظلمهم، وترك الخروج عليهم. انظر صحيح البخاري (7056) وصحيح مسلم ((1709.
وكذلك الشباب الذين خرجوا على يزيد، وكان لهم ما كان في موقعة الحرة كانوا مخطئين ومخالفين لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان بعض كبار الصحابة، رضي الله عنهم، قد نهوهم عن الخروج، وحذروهم من عواقبه، فكانوا مخطئين في اجتهادهم، ولا يعني ذلك اتهام ذممهم، ولا ديانتهم، إنما الحكم على فعلهم الذي كانت عاقبته من أسوأ العواقب على الأمة عمومًا وعلى المدينة وأهلها خصوصًا، وهكذا تكون عاقبة كل من فرط بوصية الناصح الأمين صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة.
المصدر: موقع الشيخ ناصر بن عبد الكريم العقل
ناصر بن عبد الكريم العقل
أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
- التصنيف: